حالات تقيؤ، شعور بالغثيان، إسهال وألم في المعدة، صداع، نزيف في الأمعاء، التهاب في الشعب الهوائية، تشوش وارتباك.. تلك هي بعض الآثار الجانبيية لعقار ال''تامي فلو'' الشهير التي ظهرت على بعض ممن تناولوا هذا الدواء في بريطانيا للوقاية من فيروس إنفلونزا الخنازير. وأظهر سيل من الشكاوى تلقته وكالة الأدوية التابعة للحكومة البريطانية أن آثار عقار ال''تامي فلو'' الجانبية - الذي تتدافع على شرائه الدول والحكومات، لاعتقادها أنه يعطي مناعة جسم الإنسان ضد فيروس إنفلونزا الخنازير- بدت تظهر بقوة مع اتساع رقعة مستخدميه حول العالم، نظراً لهوجة المرض حول العالم، حسب ما ذكرت صحيفة ''إندبندنت''. ورصدت الصحيفة 150 شكوى تلقتها وكالة الأدوية المشرفة على الرعاية الصحية في البلاد، وأظهرت تعرض أصحاب هذه الشكاوى للآثار الجانبية لعقار ال''تامي فلو'' الذي تنتجه شركة ''روش'' الأمريكية، مما جعل بعض المرضى يفضلون عدم تناول العقار بسبب قلقهم من نتائجه العكسية على الصحة. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر بتاريخ 27 جويلية أن 150 شكوى تلقتها الوكالة مؤخرا حتى 23 جويلية 2009 ورصدت ما يقرب من 241 عرض جانبي جراء تناول ال ''تامي فلو''، وقالت الوكالة إن معظم تلك الأعراض خفيفة، كما أن بعضها مرتبط بالفعل بتناول العقاقير المضادة للفيروسات، وتنوعت شكاوى المرضى حول آثار ال ''تامي فلو'' الجانبية ما بين جلدية كالحساسية ونفسية كالتشوش والارتباك، وعامة كالتقيؤ والشعور بالغثيان، والإسهال وألم في المعدة، وصداع، ونزيف في الأمعاء، التهاب في الشعب الهوائية. ورصدت الوكالة البريطانية أيضا ضمن ال150 شكوى 5 شكاوى ل9 آثار جانبية لعقار ''ريلينزا'' الذي تنتجه شركة جلاكسو سميث كلاين، وهو العقار الوحيد المنافس ل''تامي فلو'' ويؤخذ عن طريق الاستنشاق، لذا خصصت الوكالة موقعها على شبكة الإنترنت لتلقي المزيد من الشكاوى. وقال المتحدث باسم الوكالة للصحيفة: ''من الواضح أن هناك الكثير من الناس تناولوا عقاري تاميفلو وريلينزا، لذلك أنشأنا موقعا إلكترونيا يتيح للأشخاص الإبلاغ عن أي آثار جانبية محتملة حتى نتمكن من مراقبة سلامة الأدوية''. وذكرت الصحيفة من جانبها أن هناك آثارا جانبية أخرى أكثر خطورة ل''تامي فلو'' حيث يعتقد أنه يتسبب في فشل في وظائف الكبد، فقد توفي مريض بريطاني بعد أن عانى من فشل في الكبد بسبب تناوله ل ''تامي فلو''. وأقر بدوره المتحدث باسم الوكالة: إن هناك تقارير سابقة أتت من خارج المملكة المتحدة تظهر بالفعل وجود صلة بين ال''تامي فلو'' والفشل في وظائف الكبد، لكنه استدرك موضحا أن هذه التقارير لم يظهر أي منها وجود علاقة سببية بينهما، مما يجعل الأمر ''تحت المراقبة والتحقق''. وآثار ال تامي فلو ''القاتلة''، وردت أيضا في تقارير مماثلة سبق أن تلقتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 2004 حول الانعكاسات النفسية والعقلية لدى الأطفال المعالجين بالعقار، حيث أظهرت أن 12 طفلا تحت سن السادسة عشرة قد توفوا بالفعل، بينما عثر على 32 طفلا لديهم أعراض عصبية عقلية ونفسية ناتجة عن استخدام الدواء ومعظمهم تقريبا من اليابان. وبرغم الآثار الجانبية الخطيرة لعقاقير الأنفلونزا، فإن الهلع الذي يصيب العالم بسبب انتشار فيروس أيه ''إتش 1 إن''1 أو أنفلونزا الخنازير، عاد بمبالغ طائلة على الشركات المصنعة لتلك الأدوية، حيث اعترفت شركة جلاكسو سميث كلاين التي تنتج دواء ''ريلينزا'' بأن وباء إنفلونزا الخنازير عاد عليها بالنفع، وأضافت جلاكسو وهي ثاني أكبر منتج للدواء في العالم، في تقرير أوردته وكالة رويترز في 23 جويلية ,2009 أن الطلبيات على العقار المضاد لأنفلونزا الخنازير ساعدت في زيادة إيراداتها خلال الربع الثاني من العام.لذا أعلنت الشركة أنها ستزيد من إنتاج عقار ريلينزا، حيث تتوقع أن تزيد طاقتها الإنتاجية السنوية من العقار إلى 190 مليون جرعة علاجية بنهاية عام ,2009 وهذا يمثل زيادة ثلاثة أمثال طاقتها السابقة وهي 60 مليون جرعة. وتلعب جلاكسو سميث على وتر أن بعض عينات الفيروس تظهر علامات مقاومة لعقار ال''تامي فلو'' الذي تنتجه شركة ''روش''، الأمر الذي دعا بعض الحكومات للإقبال على دواء ريلينزا بدلا من ال''تامي فلو''. وقد تلقت جلاكسو عقودا لتوفير ريلينزا لأكثر من 60 حكومة، فيما خصصت 10٪ من من طاقتها الإنتاجية الجديدة من ريلينزا للدول النامية، وفي ذلك مليونا جرعة ريلينزا لمنظمة الصحة العالمية، ليس هذا فحسب بل إنها تأمل في أن تربح من قناع تنتجه مغلف بمادة مضادة للفيروسات.