يبدأ الجزائريون في الأيام القليلة القادمة في تطبيق النظام الجديد للعطلة الأسبوعية التي حولت لتشمل الجمعة والسبت بدل الخميس والجمعة. ولم يكن أغلب الجزائريين الذين استطلعنا آراءهم على دراية مسبقة، ولو بسيطة، بهذا التغيير الذي سيؤثر لا محالة على حياتهم اليومية. يرتقب أن يعرف منتصف شهر أوت الجاري تغييرا في أيام العطلة الأسبوعية، حيث من المقرر أن يكون السبت والجمعة موعدا لعطلة الجزائريين الذين علقوا كثيرا على الأمر، فمنهم من استحسن الفكرة ومنهم من رفض الأمر بحكم تأثيره على الكثير من جوانب حياتهم اليومية. فقد اعتاد الجزائريون منذ عقود طويلة على نظام العطلة القديم والتغيير المفاجئ الذي أقرته الحكومة مؤخرا غير الكثير من خططهم وأعمالهم اليومية. الأطباء الخواص يستعدون لتغيير العطلة يتخوف العديد من المواطنين من أن يضطروا الى التوجه الى المستشفيات في نهاية الأسبوع مبدين رغبتهم في معرفة الطريقة التي سيعمل بها الأطباء الخواص وإن كانوا سيغلقون عياداتهم يومين كاملين. فهم من بين الاشخاص الذي سيؤثر تغيير العطلة على عملهم حيث سيضطرون الى تغيير العمل يوم الخميس بنظام الداومين لكنهم سيتوقفون عن العمل يومي الجمعة والسبت مع تأثير ذلك على مواعيد المرضى والحالات المستعجلة. ويتساءل العيد من المواطنين عن إمكانية عمل الأطباء يوم الجمعة صباحا، وهو الأمر الذي استبعده عدد من الأطباء الذين استطلعنا آراءهم وتقبل فكرته عدد آخر. ورغم ان اغلب الأطباء الخواص في عطلة إلا أن من لازال يعمل منهم مثل طبيب الأسنان ''الدكتور طاهر ايدير'' لم يستبعد فكرة العمل يوم الجمعة صباحا، ومع انه لا يعتقد ان المواطنين سيواكبون التغيير بسرعة، إلا انه يعتقد ان طبيب الأسنان يحتاجه الناس بكثرة ولا يمكنه ان يغلق عيادته يومين متتاليين الجمعة والسبت خاصة مع اقتراب شهر الصيام، حيث تكثر آلام الأسنان ولا يمكن تصور عيادة طب الأسنان مغلقة ليوميين متتاليين. أما الدكتور ''بن شيخ ''، طبيب عام، فيرى ان تغيير العطلة الأسبوعية لن يتغير في ذهن الناس بصورة سريعة فيلزمهم شهور عديدة ليتأقلموا مع هذا الوضع الجديد. وبالنسبة لعمله يؤكد الدكتور بن شيخ ان الأمر لن يتغير كثيرا والأيام القادمة ستبين إمكانية عمله يوم الجمعة صباحا ولا يمكنه ان يغلق عيادته يومين متتالين، وهو الأمر الذي يزيد من الضغط على المستشفيات العامة. التجار محتارون في كيفية تنفيذ القرار يعمل التجار الخواص طوال الأسبوع ويغلقون محلاتهم يوم الجمعة وقد تعودوا على هذا النظام منذ مدة طويلة. وأجمع اغلب الذين استطلعنا آراءهم ان يوم الجمعة بالنسبة لأغلبهم هو يوم مقدس للراحة والصلاة، ''ولا يمكننا العمل خلاله حتى وان كان لنصف يوم فقط''. يقول السيد مراد تاجر ملابس إنه لا يفتح محله خلال يوم الجمعة صباحا مهما كان السبب، فقد تعود أن يكون هذا اليوم يوما للراحة وحتى وإن غيرت العطلة الأسبوعية فسيقوم بفتح محله يوم السبت كما كان يعمل في السابق. أما زميله ''أحمد''، بائع المواد الغذائية، فيرى انه من المستبعد ان يغلق محله يومين متتالين ولا يهتم كثيرا لتغيير العطلة فهو متعود على العمل طوال أيام الأسبوع وحتى في الليل ولا يقوم بغلق محله إلا وقت الصلاة. وفي سوق ''دبي'' الشهير بباب الزوار، حيث تعود التجار على غلق محلاتهم يوم الجمعة استطلعنا آراء التجار حول هذا الموضوع وبدا التباين واضحا في آراء عدد كبير منهم. واعتبر ''نجيب'' تاجر ملابس بالسوق ''أن الأمر لا يحتاج الى كل هذه الضجة، والراحة التي كنا نأخذها يوم الجمعة سنأخذها يوم السبت''. أما زميله ''رضا ''فقد أكد لنا ''ان الإشكال الوحيد الذي نواجهه عند تغيير العطلة هو أننا سنضطر الى قطع تجارتنا وإيقافها يوم الجمعة بسبب الصلاة أي أننا سنأخذ يوما ونصف اليوم راحة إذا جمعنا مساء يوم الجمعة ويوم السبت كاملا، وهو ما سيؤثر على تجارتنا بكل تأكيد''. ويبقى تقبل قرار تغيير يوم العطلة متباينا بين فئات مختلفة من المواطنين حسب درجة النفع والضرر الذي تسببهما لمصالحه الشخصية.