شكل القرار الصادر عن اجتماع مجلس الوزراء المتعلق بتغيير العطلة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت ابتداء من يوم 14 أوت الداخل، ردود أفعال مختلفة بين المواطنين الذين اجمعوا على أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مشيرين إلى أنهم سيتعودون على النمط الجديد مثلما تعود السلف على أيام الخميس والجمعة. وكشف خبراء اقتصاديون دوليون أن اقتصاد الجزائر كان يتكبد خسائر كبيرة، قدرت بين 750 مليون دولار إلى 1 مليار دولار سنويا بسبب عدم تطبيق نظام العطلة الأسبوعية العالمية (السبت والأحد) أو بنظام نصف العطلة العالمية (الجمعة والسبت)، ثم أن الجزائر ستربح ما بين 1 إلى 3 بالمئة من الناتج الداخلي سنوياً في حال العودة إلى تغيير أيام العطلة حسب ما كشفه تقرير للبنك العالمي. وقالت (س.م) التي تعمل كوكيل عبور بميناء الجزائر، أن الانفتاح يفرض شروطا على الجزائر للعمل وفق الوتيرة التي تحكم طبيعة عمل شركائها، على غرار اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وسعي الجزائر للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، فضلاً عن الخسائر المترتبة عن تعطيل قطاعات حساسة مثل البنوك وشركات التأمينات وقطاع الجمارك والموانئ، لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، مشيرة الى أن عملها لم يتأثر قبل العطلة الأسبوعية بحكم أن العمل بمراكز العبور يدوم طوال الأسبوع. كما ان اندماج الاقتصاد الجزائري في المنظومة الاقتصادية العالمية ووقف حالة التذبذب في الاقتصاد الوطني يتطلب العمل بنظام نصف العطلة العالمية، أي (الجمعة والسبت)، لتمكين المواطنين من أداء صلاة الجمعة، و هذا ما ذهب إليه ( م.ح) موظف بمديرية الأشغال العمومية بالعاصمة، الذي أشار إلى أنه لا يمكن العمل يوم الجمعة لأنه عيد المسلمين وفي السياق اكد المواطن (ح.ح) أن الإسلام لم يحرم أبدا العمل يوم الجمعة خارج وقت الصلاة، مستدلا بالآية التاسعة من سورة الجمعة "يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"، وأضاف أن معظم الدول الإسلامية تعمل بنظام العطلة العالمي، منها إندونيسيا وماليزيا الدولتان الإسلاميتان الأكثر تطوراً، إضافة إلى تركيا والمغرب ولبنان وتونس، كما أن بعض البلدان العربية والإسلامية عدلت عطلتها الأسبوعية إلى الجمعة والسبت. ويفكر (ع.سليمان) صاحب مخبزة بالعاصمة في تحويل يوم عطلته التي حددها بيوم السبت حاليا إلى يوم آخر بعد تغيير عطلة نهاية الأسبوع مضيفا ان أيام العطل هي المواسم المربحة بالنسبة له، وأنه غير قلق من التغيير فالمهم تحصيل لقمة العيش حيثما كانت. وقد انتقلت مجموعة كبيرة من الشركات العالمية الموجودة في الجزائر إلى العمل بعطلة الجمعة والسبت، كما شرعت شركات ومجموعة من البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية، في تطبيق نظام العطلة أيام الجمعة والسبت، من أجل مطابقة عملياتها بنظام العمل الدولي والحد من الخسائر الناجمة عن عدم انسجام الجزائر وبقية العالم، وقامت باعتماد أيام عمل من الأحد إلى الخميس لتتطابق مع أيام العمل المعتمدة من طرف البنوك وشركات التأمين في الجزائر. ويرتقب أن يصدر التنظيم المتعلق بالقرار في غضون الأيام القليلة القادمة في الجريدة الرسمية، حيث يحدد كيفيات تطبيق القرار بتفاصيله، والإجابة على استفسارات المواطنين ولا سيما فئة التلاميذ والطلبة بخصوص الدراسة يوم الجمعة أو العمل بنصف الدوام في المراكز البريدية مثلا، على اعتبار أن يوم الجمعة سوف يحل محل يوم الخميس، وإلى ذلك الحين سوف يكون يوما 14 و15 أوت2009 المقبلان أول عطلة أسبوع حسب القانون.