تتواصل ليالي السهر بالركح الروماني حيث عرفت السهرة الرابعة من مهرجان جميلة تنوعا من ناحية الطابع، كونها سهرة جزائرية تزاوجت فيها مختلف الطبوعالمميزة من رايوية إلى شاوية وسطايفية وحتى القبائلية، ورسمت لوحة غنائية جميلة، تجاوب معها أصحاب الفن الأصيل، ورقصلها شباب الإيقاع الخفيف، ورددت الفتيات الكلمات تأثرا بها. تداول في هذه السهرة خمسة مغنيين على الخشبة، حيث افتتحها عبد القادر خالدي بروائع الكلمات المعبرة والمستوحاة من أعمدةالفن الأصيل، خالدي الذي قدم باقة من أحسن ما لديه على غرار ''الغربة والفراق''، ''لميمة''، ''الجزائر زينة الأوطان'' وغيرها،أطرب من خلالها الجمهور الحاضر على مدار نصف ساعة، ليدق بعدها البندير السطايفي مع الشاب خليل الذي أمتعهم بدورهوخلق جوا حماسيا مع جمهور جميلة، من خلال أغاني عديد ''عمي القهواجي''، ''سوجي موجي سعيدة''، ''الغربة غدارة''، لينتقلبعدها الكل إلى الطابع الحوزي والأندلسي رفقة الفنانة لامية ناريمان التي أمتعت بدورها الجمهور بإيقاعات موسيقاها الخفيفة،والتي حركت الأجسام ورددت معها الفتيات كلمات أغانيها المعروفة، تداول بعدها الركح الشاب سليم الشاوي صاحب الحنجرةالقوية، بجملة من أجمل أغانيه على غرار ''زوالي وفحل''، ''هذاك ماعندي''، ''خوذ راي اللي يبكيك'' وغيرها لقيت تجاوبا كبيراوتفاعلا من طرف الجمهور الحاضر، مما أعطى الحفل طابعا خاصا، نجم السهرة كان ملك ناصية الكلمة ''صائغ البيان'' (أحدّاذبواوال) الحكيم لونيس آيت منڤلات الذي اعتلى الركح الروماني بأجمل باقة من أغانيه القبائلية، من أجود ما قيل في الشعر القبائليالمتوازن، والتي لقيت بدورها تفاعلا من طرف الجمهور القليل الحاضر المميز والمتذوق لهذا النوع، خاصة منهم المغتربين، علىالرغم من برمجته آخر السهرة، وبقي إلى ساعات متأخرة من الليل، وتمكن آيت منقلات من خلق حماس كبير بساحة سبتيم سفير.