قال أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بأن الساحة السياسية بحاجة إلى حراك سياسي، يفعلها ويخرجها من حالة الركود والذي من شأنه فتح الطريق أمام تعديل شامل ومصالحة وطنية حقيقية، معتبرا أن الحديث عن قانون البلدية والولاية والتقسيم الإداري الجديد والقانون العضوي الخاص بترقية الحقوق السياسية للمرأة وكذا الحديث عن رفع الأجر القاعدي كلها بحاجة إلى حراك سياسي جديد، يؤدي إلى تعديل دستوري شامل. وأضاف أبو جرة في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة العادية للمجلس الشورى لحمس أمس، والتي أعطى فيها صورة في شكل ملاحظات ومطالب عن الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، حيث طالب لأول مرة وبشكل ضمني بتعديل دستوري شامل ومعمق من شأنه أن يؤدي إلى مصالحة وطنية حقيقية، وعبر عن ذلك قائلا:''... وكل ذلك بحاجة إلى حراك سياسي يفعل الساحة وقد يفتح الطريق أمام تعديل دستوري شامل ومصالحة وطنية أشمل...''. وعن موضوع مشروع القانون الخاص بترقية الحقوق السياسية للمرأة الذي سيعرض على البرلمان قريبا، قال أبو جرة إن الحقوق السياسية للمرأة هو جزء من كل، وأن نظام المحاصصة مخالف للديمقراطية ومناقض للدستور الضامن للمساواة بين الرجل والمرأة، مضيفا بأن حركته تقبل بهذا النظام بصورة ظرفية بسبب الخصوصية الثقافية، لكنها تحذر من سياسة الإجراءات الظرفية الدائمة التي يتحول بموجبها المؤقت إلى دائم -على حد تعبيره- وضرب سلطاني مثالا بدستور 1963 الذي سمح باستعمال اللغة الفرنسية بشكل مؤقت ليستمر الوضع إلى غاية الآن. وأشار أبو جرة في كلمته إلى تغيير العطلة الأسبوعية التي قال إن مجلس الوزراء قد سحب البساط من تحت أرجل من اسماهم ب''المزايدين'' بالموضوع تحت ذريعة الأزمة المالية العالمية -على حد قوله- ليتفاجأوا بترسيم يومي الجمعة والسبت كعطلة نهاية الأسبوع، معتبرا أن الموضوع طوي بقرار مجلس الوزراء، في إشارة إلى الجهات التي تطالب بإقرار السبت والأحد كيومي عطلة . وفي سياق آخر وبخصوص الوضع الاقتصادي للبلاد طالب رئيس حمس بآليات رقابة صارمة وبنجاعة أكبر في تطبيق الإصلاحات، حتى تعود بالتأثير الإيجابي على حياة اليومية للمواطن البسيط، وانتقد أبو جرة ما اسماه بالثغرتين اللتين قال إنهما تحولا دون تحقيق النتائج المرجوة وقد حددهما في ''ثغرة الامتيازات والاستثناءات والتمييز بين المواطنين''، والثانية في ''ثغرة التدخلات الفوقية والقرارات المستعجلة وفعل الأمر'' على حد تعبيره. وبخصوص الوضع الداخلي لحمس نفى أبو جرة مجددا حدوث أي نزيف داخلي في صفوف الحركة، معتبرا أن الوعاء النضالي في تزايد على حد زعمه مستدلا بالنشاطات الأخيرة التي نظمت خلال فصل الصيف. وحرص أبو جرة على مخاطبة خصومه من جماعة مناصرة المنشقة قائلا '' إن المصرّ على مغادرة بيته لا يحتاج إلى ذريعة يتنصل بها مما فعل''. ولم يفوت أبو جرة الفرصة دون الحديث عن الضجة التي خلفها كتاب ''الصوفية الإرث المشترك'' لصاحبه شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس، موجها انتقادات لاذعة للكتاب قائلا ''هو إنجاز صوفي فيه من الإرث الصوفي وفيه من الشطحات التي تريد أن تقنعنا أن المنمنمات ليست صورا وأن الحجاب ليس فرضا''.