رغم المخاطر الصحية الكامنة ودعوات أخصائيين في الصحة ومسؤولين في ذات المجال بالمخاطر الصحية الوراثية التي تنجم عن زواج الأقارب من إعاقات وأمراض مزمنة تتوارثها الأجيال، إلا أن زواج الأقرباء ما يزال شائعا في الجزائر بتأييد من التقاليد وقوتها المُسيطرة. وفي بعض المناطق من الجزائر بصفة خاصة ، كمنطقة القبائل أو وادي بني مزاب فإن نظام القبائل أو ما يُسمى ''العرش'' يلقى الدعم الدائم. مُراد الذي يعيش في ميلبو (ولاية بجاية) يقول ''إلى اليوم لم يكن بمقدور الناس إدراك أسباب استقدام زوجة من منطقة أخرى بما أن نساء القرية والعرش موجودات رغم أن الكثير من أبناء الجيل الجديد يعانون من اضطرابات عقلية بسبب زواج الأقرباء. كشفت دراسة حول زواج الأقرباء في الجزائر نُشرت في سبتمبر 2007 من قبل المؤسسة الوطنية لتشجيع الصحة وتطوير البحث أن حالات التشوه الخلقي والأمراض الجينية بين أبناء زواج الأقارب تزيد عن المستوى الطبيعي بمرتين أو ثلاثة. وتشمل هذه الأمراض شق الشفة العليا، مرض داتشين، ونزف الدم الوراثي وأمراض القلب وضمور الأطراف ومتلازمة داون والتليّف الكيسيكما وتبيّن للباحثين أيضا أن الجزائر تضم إحدى أكبر نسب شيوع زواج الأقارب في العالم بزواج جزائري واحد من أصل أربعة من بنت العم أو الخال. وكشفت دراسة فورام أن النسبة في الجزائر أعلى بكثير من نظيرتها في المغرب أو إسبانيا. ولكنها أقل بالمقارنة مع بعض البلدان العربية كالبحرين (4,39) والمملكة العربية السعودية (50) والكويت (54) والأردن 55). الدراسة التي تُعتبر الأولى من نوعها، استطلعت 21 جماعة منتشرة في 12 ولاية عبر الجزائر ثلاثة في الجنوب (الواد، بيسكرة وغرداية) وأربعة في الوسط (العاصمة وبومرداس، والبويرة وبجاية) وثلاثة في الشرق (برج بوعريرج، تيبزة وعنابة) واثنين في الغرب (وهران وعين الدفلة) وذلك لمعرفة مدى انتشار الظاهرة. واكتشف الباحثون أن المناطق التي تضم أعلى نسب زواج الأقارب هي عموما من الطبقات المحافظة وأظهرت النتائج أن ولاية تيبازة (خاصة جماعة بير العاتر) شرق البلاد بها أكبر نسب زواج أقرباء الدم حيث تصل إلى 88 في حين سُجّلت في وهران أدناها بنسبة 5,.18