كشف تقرير إحصائي صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري لعام 2009 أن نسبة العنوسة بين الذكور ترتفع عن نسبتها بين الإناث في المجتمع المصري، مما يثبت عكس ما هو شائع أن الأنثى العانس هي البطل المطلق للمشكلة في معظم الأحيان. فقد أثبتت الأرقام أن 5 من الذكور في عمر (30 سنة فأكثر)، خلال عام ,2006 لم يسبق لهم الزواج بما يمثل نحو 673 ألف نسمة، بينما تنخفض هذه النسبة عند الإناث إلى 8,2 بما يشكل نحو 271 ألف نسمة من إجمالي عددهن في نفس الفئة العمرية. وبالرغم من هذه الأرقام التي تشير إلى تأخر سن الزواج فإن التقرير ذكر في عدده الصادر أوائل الشهر الجاري أن هناك اتجاهًا عامًا للزيادة في معدلات الزواج الإجمالي في المجتمع المصري خلال الفترة (1990- 2008)، حيث بلغ معدل الزواج الإجمالي 76 عقد زواج لكل ألف من السكان في عام 1990 بينما بلغ 88 عقد زواج لكل ألف من السكان في عام .2008 كما أوضح أن مجموعة من المعايير تتحكم في ارتفاع وانخفاض هذا المعدل جاء محل الإقامة في مقدمتها، حيث سجل معدل الزواج في الريف 4,10 عقود زواج لكل ألف من السكان عام 2008 بينما سجل الحضر 7,6 عقود لكل ألف من السكان لنفس العام، كما سجلت محافظة بورسعيد أعلي معدل للزواج (14 عقد زواج لكل ألف من السكان) بينما سجلت محافظة الجيزة أقل معدل للزواج الإجمالي والذي لم يتعد 1,3 عقود زواج لكل ألف من السكان. وكما يؤثر محل الإقامة على معدلات الزواج أثبتت الدراسة أنها تؤثر أيضا على تأخر سن الزواج، ففي عام 2009 بلغت نسبة السكان الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة العمرية 30 سنة فأكثر في المحافظات الحضرية 6,,7 تليها محافظات الوجه القبلي بنسبة 2,3 % ثم محافظات الوجه البحري بنسبة 1,.2 أما عن البطالة وتأثيرها على ارتفاع سن الزواج فقد جاءت وفقا للتقرير في المرتبة التالية لمحل الإقامة، حيث أثبتت الأرقام أن نسبة الذكور الذين لا يعملون ولم يسبق لهم الزواج في نفس الفئة العمرية- 30 سنة فأكثر- بلغت 4,5 مقارنة ب 9,4 فقط للعاملين خلال عام .2009 وعلى العكس من ذلك، كان لدخول المرأة سوق العمل تأثير على تأخر سن الزواج بين الإناث، حيث ارتفعت نسبة اللاتي لم يسبق لهن الزواج من العاملات ممن بلغن 30 سنة فأكثر 3,6 مقارنة بنسبة 9,2 للإناث غير العاملات عام .2009 وكان التقرير قد أشار إلى أن الأسرة العربية في العالم العربي تشهد بدورها تغيرات كبيرة في أنماط الزواج، وتختلف تلك الأنماط من دولة إلى أخرى.. حيث ينتشر الزواج المبكر في بعضها بينما ترتفع سن الزواج في بعضها الآخر. ففي تونس سجلت نسبة السكان الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة العمرية (30-34) حوالي 7,,38 تليها لبنان بنسبة 1,36 وقطر بنسبة 9,22 وسوريا 5,19 بينما تنخفض هذه النسبة في كل من مصر والسعودية حيث بلغت 7,11 و 4,.11 وقد أرجع التقرير أسباب تأخر سن الزواج في هذه الدول إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمعات العربية.. ففي السودان جاءت ظروف التعليم والانشغال بالدراسة في المقدمة يليها غلاء المهور، أما في الجزائر فقد كانت تكاليف المعيشة المرتفعة والبطالة وأزمة الإسكان أهم أسباب هذه الظاهرة.