قالت وزارة أبو بكر بن بوزيد أنها خصصت غلافا ماليا يقدر ب 40 مليار سنتيم من أجل تكريم الطلبة الجدد من الفائزين بتقدير ممتاز في شهادة البكالوريا . و رغم أن تكريم الطلبة النجباء من الفائزين يعد واجبا على المجتمع وسلوك حضاري يعترف من خلاله بالاجتهاد والكد والمثابرة ، خصوصا في وقت يكاد يستوى فيه في الجزائر الذين يعلمون والذين لا يعلمون . وكان يمكن أن نقدم لوزارة التربية التحية العسكرية ونعظم لها أكبر سلام على مبادرتها بتشجيع طالبي العلم والمجتهدين منهم خصوصا لو لم تسبق صدقاتها بالمن والأذى التي نهى عنها القرآن الكريم . لقد صورت وزارة التربية الغلاف المالي الذي قررت منحه كتشجيع للمتفوقين في شهادة البكالوريا وهم كوادر المستقبل أنه قمة في السخاء والجود ، رغم أن ما قدم لطلبة العلم ليس بمقدوره فتح شهية المتمدرسين في المدارس الوطنية لطلب العلم ولا حتى في الصين. نسوق هذه الملاحظة لأن ما تحصلت عليه الأصوات النشاز في برنامج ألحان وشباب ، من هدايا مالية وعينية ومن إشهار وتسويق إعلامي يفوق بكثير مما خصصته وزارة التربية للذين حرقوا أعصابهم وأثقلوا ذاكرتهم بالمطالعة في سبيل أن تحتل الجزائر مرتبة أولى في إفريقيا هذه السنة من حيث درجة ونسبة النجاح في البكالوريا . كما أن أتعس لاعب في كرة القدم في أضعف و '' أفقر '' نادي كروي يحصل مقابل توقيعه للعب خلال موسم واحد لا يمكن مقارنته بما تريد أن تقسمه وزارة بن بوزيد على مجموع متصدري قوائم الفائزين في '' الباك '' بامتياز. وقياسا لنسب المتسربين من المدارس الجزائرية كل سنة ، وهم من الذين اقتنعوا خطأ أن الدراسة في هذا البلد لا تسمن من جوع ولا تؤمن من خوف المستقبل مقارنة ب '' التبزنيس '' ، كان أحرى بوزارة التربية أن تطبق المثل القائل '' لي شقى على نسيبته ايفجخها '' ، وترصد ميزانية محترمة لفائدة الناجحين في شهادة البكالوريا وتعلن ذلك قبل الامتحان وليس بعده وترسم هذه الجوائز بصفة دائمة وذلك للرفع من حجم المنافسة وسط الطلبة بالشكل الذي يعيد للعلم مكانته في هذه الديار ويدفع بالعائلات والأسر الجزائرية إلى تربية أبنائها على حب الدراسة ولاشيء غير ذلك ، وليس كما هو الحال اليوم تشجيعهم على فتح طاولة لبيع الدخان ،أو التحول إلى مشروع حرا أو تاجر مخدرات ....أو حتى إلى مشروع انتحاري . فمزيدا من الدعم والسخاء يا وزير التربية.