اعتبر وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك أنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست التي تنطلق اليوم بالولايات المتحدةالأمريكية رغم أن كل المعطيات تشير إلى أنها ستنتهي بالفشل مثل باقي الجولات الثلاثة السابقة· وقال ولد السالك في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر عشية انطلاق هذه الجولة من المفاوضات المباشرة أنه لا يمكن التنبؤ برد فعل الشعب الصحراوي في حال فشلها· وأضاف أن كل المؤشرات توحي أن المغرب مازال متمسكا بموقفه المتعنت ولا يزال يراهن على العدوان وقمع الشعب الصحراوي في مسعى واضح لضرب العملية السلمية والإبقاء على الوضع الراهن· واعتبر أن المعطيات المتوفرة على الارض وفي مقدمتها اقتناء المغرب لترسانة من الاسلحة والذخيرة لتعزيز قواته المتواجدة على طول جدار العار وتنظيم مناورات عسكرية مؤخرا في الجزء الجنوبي من الأراضي المحتلة، إضافة إلى تصعيد حملته الهمجية ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة كلها مؤشرات تبعث على التشاؤم بعدم إمكانية إحراز الجولة الرابعة لأي تقدم يمكن أن يكون قاعدة لمواصلة مسار المفاوضات لتسوية النزاع في الصحراء الغربية· ولكن رئيس الدبلوماسية الصحراوي أكد بالمقابل تمسك جبهة البوليزاريو بالعملية السلمية إلى نهايتها، وقال أن الوفد الصحراوي المفاوض انتقل إلى منهاست تحدوه إرادة سياسية حقيقية للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وأضاف أن الوفد الصحراوي سيفعل كل ما في وسعه في إطار التعاون البناء مع الأممالمتحدة من أجل تصفية الاستعمار من آخر معاقله في القارة الإفريقية، بحيث سيجدد موقف الجبهة الشعبية المتشبث بالشرعية الدولية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· هذا الحق الذي أكد بشأنه المسؤول الصحراوي انه لن يتم بلوغه إلا عن طريق تنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية يمكن الشعب الصحراوي من تحديد مصيره بكل حرية· وقال أن الوفد الصحراوي سيكرر من جديد على مسامع الطرف المغربي والأممالمتحدة انه لا بديل عن تقرير المصير الذي يعتبر السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في الوقت الذي لم تثن ثلاثة عقود من الحرب والقمع والاضطهاد شعب بلاده من مواصلة كفاحه العادل لنيل حقوقه المشروعة· وضمن هذا السياق، تطرق رئيس الدبلوماسية الصحراوية إلى الوضعية الصعبة التي تمر بها المدن الصحراوية المحتلة جراء تكثيف أجهزة القمع المغربية لحملاتها القمعية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في اطار حملة الرباط لإسكات صوت الانتفاضة السلمية التي أطلقها الصحراويون منذ ماي 2005· وأدان ولد السالك بقوة " الخروقات السافرة لحقوق الإنسان" ووصفها بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية تتطلب تدخل سريع من قبل المجتمع الدولي لوقفها تفاديا لجر المنطقة نحو انزلاقات خطيرة لا تحمد عواقبها· وطالب المسؤول الصحراوي في هذا الاطار بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في السجون المغربية والذين يشنون اضطرابا مفتوحا عن الطعام منذ أزيد من ثلاثة أسابيع احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة والتي لا تتماشى مع وضعيتهم كسجناء رأي· واعتبر وزير الخارجية الصحراوي سياسة القمع المغربية دليلا واضحا على أن المغرب أصيب بخيبة أمل كبيرة جراء فشل مشروعه الإلحاقي في إشارة إلى خطة الحكم الذاتي والذي قدمه بهدف إضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية· هذا المشروع الذي قوبل برفض قاطع من طرف جبهة البوليزاريو التي أكدت انه يمكن فقط ان يدرج ضمن الخيارات التي يجب أن تطرح على الشعب الصحراوي لتحديد مصيره في اطار استفتاء شعبي حر ونزيه لا تزال الرباط متمسكة به وتسعى إلى اتخاذه كقاعدة وحيدة للتفاوض· موقف اعتبرته جبهة البوليزاريو السبب الرئيسي في فشل ثلاث جولات سابقة من المفاوضات المباشرة بين الطرفين وسيكون أيضا عائقا أمام نجاح الجولة الرابعة من هذه المفاوضات التي تنطلق اليوم بمنتجع منهاست بالولايات الأمريكية·غير أن وزير الخارجية الصحراوي لم يحمل المغرب فقط مسؤولية تعطل العملية السلمية وأكد أن جزءا هاما من هذه المسؤولية تتحمله كل من فرنسا واسبانيا القوة الاستعمارية السابقة للصحراء الغربية بسبب تشجيعهما للمغرب في مواصلة مغامرته الاستعمارية في الصحراء الغربية· وأعرب عن أمله في أن تتدارك هاتان القوتان مواقفهما بخصوص تسوية القضية الصحراوية ودعا باريس ومدريد الى العدول عن هذه المواقف التي اعتبرها سابقة خطيرة وتحمل تهديدا ليس فقط للشعب الصحراوي بل للمنطقة برمتها·