تشهد غالبية مداخل الأسواق الشعبية القانونية وغير القانونية أو كما يطلق عليها بالفوضوية الواقعة بولاية الجزائر، انتشارا واسعا لطاولات بيع المواد الغذائية المعروفة بمستلزمات رمضان كالديول، الزيتون والتوابل، حيث قام غالبية الشباب العاصمي العاطل عن العمل على غرار باقي شباب ولايات الوطن بنصب الطاولات منذ أيام قليلة من حلول شهر رمضان من أجل الاسترزاق وربح بعض المال لتغطية النفقات الخاصة بهذا الشهر وما بعده من جهة، وللقضاء على شبح البطالة التي أقعدتهم طوال أيام السنة من جهة أخرى. وبهذا الصدد تنقلت ''الحوار'' إلى بعض أسواق ولاية الجزائر كسوق ساحة الشهداء وسوق باش جراح الفوضوي، حيث ارتأت التحدث مع بعض الشباب ممن فضل قضاء أوقاته في ممارسة نشاط البيع الفوضي بدل التسكع وسط الطرقات والشوارع وبدلا من ملازمة البيت طيلة فترة النهار من أجل النوم، كما يعمد إلى ذلك الكثير من الشباب العاطل عن العمل على حد تصريحات ممن تحدثنا إليهم، حيث أكدوا في هذا الإطار أن شهر رمضان يجود عليهم بالربح لذلك هم يستعدون له أياما قبل حلوله ويعدون له العدة الكاملة من أجل جني المال الوفير في ظرف 30 يوما، كما عبر عن ذلك أحد الشباب العاطل عن العمل أثناء لقائنا به بساحة الشهداء، والذي قال ''بعد تركي مقاعد الدراسة لم أجد مخرجا سوى ممارسة نشاط البيع، ولهذا وجدت نفسي ملزما على المادة الواسعة الاستهلاك من قبل الجزائريين خاصة خلال شهر رمضان كونها يستعين بها في تحضير الأطباق العصرية والتقليدية المعروفة كطبق الشوربة الأساسي، طاجين الزيتون، المثوم وأطباق أخرى تشتهر بها ولاية الجزائر عن باقي ولايات الوطن. في حين يفضل شاب آخر صادفناه بسوق ''باش جراح'' بيع الحلويات الرمضانية، حيث يقوم بصنعها بأنامله في البيت كونه متحصلا على شهادة في صنع الحلويات التقليدية ومن بينها قلب اللوز، البقلاوة، السيجار أو صبيعات لعروسة كما يطلق عليها بالعاصمة، ويرجع هذا الأخير تفضيله بيع هذا النوع من الحلويات، كون أن غالبية العائلات العاصمية لا يمكنها التواني عن شرائها، فمن غير المعقول أن تجد مائدة خلال السهرات العاصمية دون بعض الحلويات التقليدية.