أتساءل لماذا تتسارع منذ فترة من الزمن، أكبر الدول'' الصناعية'' ... ''المتطورة''... ''الناجحة''... و''العظمى''، وراء زعماء وقادة الدول السائرة في طريق النمو والتي يمكن القول إنها في حقيقة الأمر ''لا حول لها ولا قوة'' فيما يحدث للبيئة من تدهور، من أجل أن تحثها على المشاركة في أشغال قممها المنعقدة هنا وهناك والمتعلقة بالبيئة... المناخ... الإقليم... وواقع الكرة الأرضية ككل، والذي على ما يبدو فهو مهدد بالكثير الكثير ثم المزيد المزيد من الكوارث و''ربي يستر''.... فالفيضانات بالأمس فقط، قد تسببت في مصرع 4 أشخاص في شمال شرق تركيا بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المقاطعات الساحلية المطلة على البحر الأسود، كما أهلكت الأمطار الطوفانية بتونس 17 شخصا وجرفت السيول التي اجتاحت البلاد الأخضر واليابس بل لا يزال الأشخاص المجروفون لحد اليوم في عداد الموتى والمفقودين .. هذا دون الحديث عما تسببت فيه أولى أمطار الخريف هنا ببعض ولايات الوطن من خسائر مادية وبشرية معتبرة... فدعوة أرنولد شوارزنيغر حاكم ولاية كاليفورنيا أو مثلما يعرفه الجميع بطل ''هوليود تارميناتور الرجل الحديدي القوي مفتول العضلات'' للسيد شريف رحماني وزير التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة تبين من ورائها أن الجزائر مدعوة للمشاركة في فعاليات القمة التي سيتم عقدها حول ''المناخ والإقليم'' بكاليفورنيا، بعدما اعترفت الهيئات الدولية لها بالعمل الفعال الذي قامت ولا تزال تقوم به الجزائر في إطار برنامج الأممالمتحدة للتنمية، والذي يعد بالفعل دلالة واضحة على الخطوات الجبارة التي خطتها الجزائر في هذا المجال ... ثم أن يتحادث شريف رحماني بنيويورك مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أوباما حول المناخ، وطرح شروط ضمان نجاح ندوة كوبنهاغن بالدانمارك حول المناخ لشرف كبير للجزائر الدولة النامية التي تسعى إلى ضمان استقرار سكانها، بحمايتهم من تغيرات المناخ الخطيرة المتوقعة في المستقبل... الواقع يقول إن الأسوأ ... لا محالة قادم، ولأن الدول العظمى قد دقت ناقوس الخطر، فكان المفروض عليها أن تكون السباقة لوضع حد لتدهور البيئة بحماية المناخ والإقليم، من الغازات الصناعية السامة والكيماوية التي تنفثها مصانعها هنا وهناك عبر العالم وليس فقط داخل حدود أوطانها، كما أن التحسيس بخطورة الوضع بات يلزم البلدان الصناعية الكبرى توخي الحذر بإدماج تجارب الدول النامية دون استثناء في هذا المجال، لتفادي آثار الاحتباس الحراري، والاحترار المناخي، والرياح العاتية، والعواصف الرملية، والطوفان، و...و.. حتى قيل مؤخرا حسب آخر الدراسات الجامعية إن التغير المناخي يهدد البشر عبر المعمورة بالعمى.