دقت مختلف دول العالم ناقوس الخطر حول التغيرات والمشاكل المناخية التي باتت تهدد الكرة الأرضية حيث فاق ضحايا الفيضانات والأعاصير والانجرافات الأرضية والجفاف المليون ضحية في السنوات القليلة الماضية وهو ما جعل الخبراء والاختصاصيين يحذرون من فناء الكرة الأرضية التي لم تتعد تتحمل أكثر نسب التلوث والانبعاثات الغازية من المجمعات الصناعية الكبرى التي ما فتئت تتطور وتنمو على حساب صحة الإنسان وسلامة المحيط وهو ما أدى إلى اختلال بيئي خطير لم يرحم احدا. ولدراسة الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة يجتمع مسؤولون من 192 دولة في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في افتتاح قمة الأممالمتحدة للتغير المناخي التي تعتبر إحدى أهم القمم والمؤتمرات عبر التاريخ بالنظر للرهانات والآفاق المستقبلية التي تهم جميع سكان الكرة الأرضية وبالتالي لا يستبعد أن يتابع الأشغال أكبر جمهور لكل الأحداث التي سبقت هذه القمة. وتعرف العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تشديدات أمنية حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية وسط توقعات المنظمين بمشاركة 15000 من أعضاء الوفود و100 من زعماء دول العالم سيحضرون خلال الأسبوعين المقبلين تباعا بما فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تعتبر بلاده من أكثر الدول تمردا على اتفاقية كيوتو 1997 والتي تنص على ضرورة تخفيض الانبعاثات الغازية إلى أكثر من 25 بالمائة وهو ما تحفظت عليه عديد الدول من القوى الصناعية بالنظر لمبرراتها القاضية برفع النمو الاقتصادي للاستجابة لمتطلبات شعوبها واقتصادياتها. وتهدف القمة إلى حشد دعم الرأي العام العالمي للضغط على الأنظمة للالتزام باتفاقية كيوتو والانخراط فيها كإجراء هام للمساهمة في التقليل من درجة حرارة الأرض,ويظهر من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية أن القمة من خلال الوقت الذي ستستغرقه ستصل إلى نتائج ملموسة استجابة لملايين الأشخاص الذين تظاهروا طيلة الأيام الماضية في مختلف العواصم للفت انتباه زعماء العالم حول خطورة القضية. وستدرس القمة تحديد أهداف جديدة لكبح انبعاثات الغازات المسببة للحرارة وتحديدا في الدول الصناعية.ومساهمة الدول الصناعية في التمويل اللازم من اجل مساعدة العالم النامي على التأقلم مع ظاهرة التغير المناخي. مع الموافقة على خطة عمل في مجال تبادل الكاربون بهدف إنهاء تدمير الغابات بحلول عام .2030 وتسعى الجزائر في السنوات الأخيرة إلى تدارك التأخر في الاهتمام بالبيئة بعد أن تدهور البيئة في مختلف المجالات فالبحار والغابات والجبال لم تسلم من بطش الإنسان فالحرائق تدمر الغابات والنفايات الصناعية تهدد المجمعات المائية وحرق النفايات المستعملة يهدد سلامة الجو وغيرها من المشاكل التي أفرزت أمراضا عصيبة على غرار الربو والحساسية وهو ما يكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة تؤثر على ميزانيات التنمية. وعليه يمكن الحديث عن مصير العالم في هذه القمة التي تحمل كل بوادر النجاح لكن فيتو العسكريين والصناعيين قد يجهض محاولات أنصار اللون الأخضر.