أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن ارتياحه الكامل ل''جودة'' وجهات النظر التي تبادلها حول العديد من المواضيع مع رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي راوول كاسترو روث، معربا له أيضا عن شكره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به. وقال رئيس الجمهورية في برقية بعثها للسيد راوول كاسترو لدى مغادرته كوبا ''فخامة الرئيس وأخي العزيز يسعدني كثيرا وأنا أتأهب لمغادرة بلدكم الجميل أن أعبر لكم من جديد عن عميق امتناني وخالص شكري على ما حظيت به أنا والوفد المرافق لي من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة''. ''هذا ولا يفوتني بهذه المناسبة --يضيف الرئيس بوتفليقة-- أن أعبر لكم عن ارتياحي الكامل لجودة وجهات النظر التي تبادلناها حول العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك وحول سبل ووسائل مواصلة تعزيز تعاوننا الثنائي''. وأكد رئيس الدولة في الأخير ''أود مرة أخرى أن أجدد لكم عزمي على الاستمرار في العمل معكم على توثيق علاقات الصداقة والتضامن التاريخية بين بلدينا وعلى تعميقها في شتى المجالات لفائدة شعبينا الشقيقين''. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد أكد في هافانا قبيل انتهاء الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية لهذا البلد أن العلاقات الثنائية بين الجزائروكوبا بلغت ''مستوى نضج في غاية الأهمية''. وأضاف مدلسي في تصريح للصحافة الوطنية عقب التوقيع على اتفاقي تعاون واتفاقية قنصلية ومذكرة متعلقة بتنقل رعايا البلدين وإقامتهم أن هذين الاتفاقين ''يظهران أن العلاقات بين البلدين بلغت مستوى نضج في غاية الأهمية''. ومسترسلا أن التوقيع على هذين الاتفاقين يفسر أهمية مشاريع التعاون الثنائي القائم بين البلدين. وأوضح في هذا الصدد أن ''الجزائر تستقبل اليوم مئات الكوبيين الذين ينبغي تسهيل إقامتهم في الجزائر''. ولدى تطرقه للقطاعات التي أصبح فيها التعاون بين البلدين حقيقة ''ملموسة'' ذكر مدلسي على وجه الخصوص قطاع الصحة حيث نفذت الجزائروكوبا مشاريع باتت عملية أو هي في طور الإنجاز، وقال في هذا الإطار ''لدينا محفظة مشاريع لسنة .''2010 كما ذكر مدلسي بمستشفى طب العيون الذي تم إنجازه في الجلفة والذي يشهد-كما قال- على وجود أخصائيين كوبيين في مجال الصحة بالجزائر. وأوضح الوزير في هذا السياق أن ثلاثة مستشفيات من نفس النوع ما تزال قيد الإنجاز في بشار والوادي وورقلة وستسلم قبل نهاية سنة ,2009 مضيفا أن ثلاثة مستشفيات مماثلة ستنجز بسطيف وتلمسان وتمنراست. وأكد في نفس السياق أن ''هذه الوحدات السبع في مجال طب العيون والتعاون بين البلدين ستكون آثارها ملموسة لدى المواطن الجزائري''. وتمحورت المحادثات بين الوفدين الجزائري والكوبي حول ضرورة مواصلة التعاون الثنائي والبحث عن أنجع الوسائل لتعزيزه''. وأشار مدلسي إلى أن التعاون في مجال الصحة يخص اختصاصات أخرى كطب الأطفال والأعصاب والجراحة والعلاج عن طريق الأشعة السينية. واعتبر أن المحادثات كانت فرصة لبحث سبل توسيع التعاون لمجالات أخرى على غرار إنتاج اللقاحات في الجزائر، مشيرا إلى أن كوبا اكتسبت خبرة معترف بها في هذا المجال. وفيما يخص الإنتاج الصيدلاني أشار الوزير إلى برمجة مشاريع تخص إنتاج نحو 200 دواء جنيس، مضيفا أن ''الأمر يتعلق بتعاون شامل ذا طابع تجاري وكذا في القطاع الصناعي''. وتطرق وزير الشؤون الخارجية إلى قطاع الطاقة والمحروقات التي تكتسب الجزائر فيه خبرة معترف بها لدى شركائها. وأوضح يقول إن التعاون في قطاع الطاقة سيخص مجالات التكرير والاستكشاف والبتروكيمياء. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين مدعو للتطور في قطاعات أخرى مستشهدا بالفلاحة وترميم البنايات القديمة والتكوين بصفة عامة والبحث العلمي بصفة خاصة. وأكد مدلسي أن محادثات القمة التي جرت بين البلدين كانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك. وذكر بهذا الصدد الأزمة الاقتصادية العالمية ومخلفات ارتفاع درجة حرارة المعمورة، وأضاف أن المحادثات تمحورت أيضا حول مسائل متعلقة بالنزاعات على غرار النزاع في الصحراء الغربية. وذكر وزير الشؤون الخارجية أن موقف كوبا من النزاع في الصحراء الغربية ''جد واضح''.