الرئيس بوتفليقة يجدد عزمه على توثيق العلاقات التاريخية مع كوبا عبر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في نهاية زيارته لكوبا عن ارتياحه الكامل لجودة وجهات النظر التي تبادلها مع رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي السيد راؤول كاسترو روث حول العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وحول سبل ووسائل مواصلة تعزيز التعاون الثنائي. وجدد رئيس الجمهورية في برقية شكر بعثها للسيد راوول كاسترو لدى مغادرته كوبا بعد زيارة عمل وصداقة استغرقت ثلاثة أيام، عزمه الكامل على الاستمرار في العمل مع القيادة الكوبية على توثيق علاقات الصداقة والتضامن التاريخية التي تربط البلدين، وعلى تعميقها في مختلف المجالات لفائدة الشعبين الجزائري والكوبي الشقيقين، معبرا عن عميق امتنانه وخالص شكره على ما حظي به والوفد المرافق له خلال الزيارة من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة. وقد غادر رئيس الجمهورية هافانا مساء الأربعاء عائدا إلى أرض الوطن بعد زيارة عمل وصداقة أثمرت بتوقيع البلدين على اتفاق تعاون في المجال القنصلي ومذكرة تفاهم يمنح بموجبها البلدان تسهيلات لبعض فئات الجاليتين للإقامة في الجزائروكوبا. وخلال فترة إقامته أجرى الرئيس بوتفليقة محادثات مع رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي السيد راوول كاسترو روث، تناولت سبل دعم التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسعت المحادثات التي أعقبت حفل استقبال رسمي أقيم على شرف الرئيس بوتفليقة والوفد الجزائري المرافق له بقصر الثورة، لتشمل وفدي البلدين. كما أدى رئيس الجمهورية خلال تواجده بكوبا زيارة لرئيس مجلس الدولة رئيس مجلس الوزراء الكوبي السابق السيد فيدال كاسترو روث بمقر إقامته بالعاصمة هافانا، وزار متحف الثورة الكوبية، حيث وقع على السجل الذهبي للمتحف. وقبلها وقف الرئيس وقفة ترحم على روح البطل الوطني الكوبي خوسي مارتي، أمام النصب التذكاري المخلد لذكراه بساحة الثورة، ووقع السجل الذهبي للنصب التذكاري وتسلم وسام شرف من يد مديرة النصب. وبمناسبة التوقيع على اتفاقي التعاون أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن العلاقات الثنائية بين الجزائروكوبا بلغت مستوى نضج في غاية الأهمية، وأبرز في تصريح صحفي أهمية هذين الاتفاقين اللذين يؤكدان أهمية مشاريع التعاون القائم بين البلدين، مشيرا في سياق متصل إلى أن الجزائر تستقبل اليوم مئات الكوبيين الذين ينبغي تسهيل إقامتهم في الجزائر. ولدى تطرقه للقطاعات التي أصبح فيها التعاون بين البلدين حقيقة ملموسة، ذكر السيد مدلسي على وجه الخصوص قطاع الصحة، مشيرا إلى أن الجزائروكوبا نفذتا مشاريع باتت عملية وأخرى في طور الإنجاز، "ولديهما محفظة مشاريع لسنة 2010". وذكر بمستشفى طب العيون الذي تم إنجازه في الجلفة والذي يشهد على وجود أخصائيين كوبيين في مجال الصحة بالجزائر، مشيرا إلى أن ثلاثة مستشفيات من نفس النوع ما تزال قيد الإنجاز في بشار والوادي وورقلة، وستسلم قبل نهاية سنة 2009. كما ذكر بوجود ثلاثة مشاريع مستشفيات أخرى ستنجز بسطيف وتلمسان وتمنراست، مؤكدا بأن هذه الوحدات السبع في مجال طب العيون، التي تترجم حقيقة تطور التعاون بين البلدين ستكون آثارها ملموسة لدى المواطن الجزائري. وأوضح السيد مدلسي أن المحادثات التي جمعت الوفدين الجزائري والكوبي، تمحورت حول ضرورة مواصلة التعاون الثنائي والبحث عن أنجع الوسائل لتعزيزه، مشيرا إلى أن التعاون في مجال الصحة يخص اختصاصات أخرى كطب الأطفال والأعصاب والجراحة والعلاج عن طريق الأشعة السينية، كما ذكر أن المحادثات التي جمعت الطرفين شكلت فرصة لبحث سبل توسيع التعاون لمجالات أخرى على غرار إنتاج اللقاحات في الجزائر، حيث اكتسبت كوبا خبرة معترف بها في هذا المجال. وأشار الوزير إلى برمجة مشاريع تخص إنتاج نحو 200 دواء جنيس، وذلك في إطار بعث تعاون شامل ذي طابع تجاري وصناعي في مجال الإنتاج الصيدلاني. ولدى تطرقه إلى قطاع الطاقة والمحروقات التي تكتسب الجزائر فيه خبرة معترف بها لدى شركائها، أشار السيد مدلسي إلى أن التعاون بين الجزائروكوبا في هذا المجال سيخص مجالات التكرير والاستكشاف والبتروكيمياء، مؤكدا في سياق متصل بأن التعاون بين البلدين مدعو للتطور في قطاعات أخرى، على غرار الفلاحة وترميم البنايات القديمة والتكوين بصفة عامة والبحث العلمي بصفة خاصة. كما أوضح أن محادثات القمة التي جرت بين البلدين كانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك، على غرار الأزمة الاقتصادية العالمية ومخلفات ارتفاع درجة حرارة المعمورة، وكذا المسائل المتعلقة بالنزاعات بما فيها النزاع في الصحراء الغربية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن موقف كوبا من النزاع في الصحراء الغربية "جد واضح". للإشارة فقد عاد رئيس الجمهورية أول أمس الخميس إلى أرض الوطن بعد الزيارة التي قام بها إلى كوبا بدعوة من الرئيس راؤول كاسترو روث، والتي تندرج في إطار التأكيد على أواصر الصداقة والتضامن القائمة بين البلدين، وتعكس نوعية العلاقات التاريخية بينهما، وأثناء عبوره أجواء الولاياتالمتحدةالأمريكية وجه السيد بوتفليقة برقية إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما، أعرب له فيها عن ارتياحه للثقة المتبادلة التي تميز العلاقات الجزائريةالأمريكية ولنوعية الأواصر التي تربط البلدين. كما حيا رئيس الجمهورية بمناسبة عبوره أجواء إسبانيا كل من الملك خوان كارلوس الأول، ورئيس الحكومة الإسبانية السيد خوسي لويس رودريغيز زباتيرو، وعبر لهما عن ارتياحه لنوعية وكثافة العلاقات التي تربط الجزائر واسبانيا، مجددا التزامه بالعمل مع الحكومة الإسبانية من أجل تدعيم هذه العلاقات.