أعرب التجار الفوضويون عن امتعاضهم الشديد بعد القضاء الكلي على السوق الفوضوي الذي كان بمثابة لقمة عيشهم اليومية، رغم أن هذا الأخير لم يكن يتوفر أبدا على الشروط الخاصة التي يتوجب أن يقوم عليها أي سوق بلدي، الأمر الذي زاد من استيائهم، سيما وأن هذا الأمر حولهم إلى بطالين بالقوة. غير أن تجار باش جراح أبوا أن يرفعوا الراية البيضاء بسبب القضاء الكلي على السوق الفوضوي. حيث باتوا كاللصوص يعرضون تجارتهم خلف العمارات هروبا من الشرطة التي تتمركز على مستوى الحي لغاية الساعة السادسة مساء، كما يلجأ البعض من التجار الفوضويين إلى استعمال مداخل العمارات لبيع سلعهم، خاصة منها ألبسة الصيف تجنبا لتكدس السلع إلى حين حلول فصل الشتاء ما يعتبر بمثابة خسارة كبيرة يسجلها التجار، سيما ونحن على أبواب موسم الأمطار الذي يصبح فيه تاجر الرصيف المتضرر الرئيسي. وما زاد من تذمر التجار المتضررين هو منعهم من عرض تجارتهم على مستوى السوق، في حين سمح لباعة الذهب بالمتاجرة على مستوى السوق بكل حرية ودون المساس بأي واحد منهم، هذا ويشتكي التجار غير الشرعيين من مطاردات الشرطة لهم، الأمر الذي أرق حياتهم. وأمام هذه المشاكل التي بات يتخبط فيها التجار الفوضويون وعلى رأسهم الذين يعولون عائلات لا يقل عدد أفرادها عن ستة حسب ما أكدوه لنا، فضل هؤلاء المتضررون رفع انشغالاتهم من خلال ''الحوار'' عساهم يجدون آذانا صاغية تحل مشاكلهم، مطالبين في ذات السياق ببناء سوق يشتمل على الشروط الخاصة بأسواق التجزئة التي تضمها باقي بلديات الولاية.