أعربت الشاعرة الموهوبة بوجليدة حبيبة عن أملها في إنشاء نوادٍ ثقافية خاصة بالشعراء على مستوى ولايات الوطن. وتتحدث بوجليدة في هذا الحوار عن ديوانها الشعري الجديد وعن المشاكل التي تواجه المبدعين الشباب في بلادنا وأمور أخرى تكتشفونها في ثنايا هذا اللقاء. سيصدر لك قريبا أول ديوان شعري، ما هي الأغراض الشعرية التي يتضمنها هذا المولود الأدبي الجديد؟ فعلا لقد انتهيت مؤخرا من وضع آخر الرتوشات على ديواني الشعري الجديد، يحتوي على 25 قصيدة وكلها تقريبا تصب في غرض الغزل العفيف العذري الخفيف، كما يتضمن أيضا قصائد حول الغيرة، الجشع، الضغائن، الوطن، الأم ...لكن الطابع الغالب هو الغزل. لماذا هذا الغرض بالذات هل هو بدافع الشهرة كون الغزل كثير التداول بين الناس؟ لا أبدا لم يكن هو القصد، فالشهرة التي تأتيني بهذه الصورة لست بحاجة إليها، إنما جاءت هكذا، فأنا من الذين يستنبطون مواضيع أشعارهم من الواقع المعيش فيكفي أن أسمع قصة غرامية آلت إلى الفشل تثير مشاعري وتنفعل ذاتي الإبداعية فتنساب الكلمات انسيابا، وتجديني أنظم قصائد في هذا السياق دون وعي مني وكأني أعيش في عالم آخر ولا أستيقظ منه إلا بعد استكمال القصيدة بكل أركانها فتصبح جاهزة. أما استعمال الجنس وما شابه ذلك في كتاباتي من أجل اعتلاء عرش الشهرة فهذا لا يوجد ضمن قاموسي الشعري. ما هي المشاكل التي تواجه الشباب المبدع في رأيك؟ الجزائر، والحمد لله، تمتلك مجموعة كبيرة من الشباب المبدع، ويمكنني التأكيد بان ثلاثة أرباع هؤلاء الشباب يختزنون بداخلهم طاقات إبداعية خارقة، فهم بحاجة إلى من يسمعهم ويحتضن أعمالهم ويهون مشاكلهم ويعبد الطريق أمامهم.. كل هذا لن يتأتى، حسب رأيي، إلا عن طريق تبني سياسة واضحة قوامها التضامن والتعاون وفتح باب الحوار معهم ودعم مشاريعهم. إن القائمين على الشأن الثقافي في الجزائر قد أعطوا دفعا قويا للثقافة الوطنية من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية محلية ودولية وخير دليل على ذلك احتضان الجزائر للعديد من المهرجانات التي جمعت أبناء الوطن الواحد، مثل ما حدث في 2007 حيث اختيرت الجزائر كعاصمة للثقافة العربية، التظاهرة أنارت بشعاعها أركان الجزائر العميقة. شخصيا لقد استفدت من ذلك العرس الجزائري الذي عشناه على مدار سنة، إضافة إلى مهرجانات أخرى جمعت أبناء الوطن العربي. بقي شيء واحد هو حاجتنا إلى تطبيق أوامر وزارة الثقافة الرامية إلى تحسين أوضاع المبدع، فإصلاح العطب لن يكون إلا بتوفير الفضاءات الثقافية عبر الوطن والتي من شأنها فتح الأبواب أمام المبدعين. هل سبق وأن شاركت في تظاهرات ثقافية خارج الوطن؟ على الإطلاق لا ولم أفكر في هذا بعد، لا لسبب إلا لأنني لم أنضج بعد، وقبل أن أمثل بلدي أريد أولا أن أجد مكانا لي داخل حدود وطني، وأملي في الحقيقة هو تأسيس نواد ثقافية على مستوى كل ولاية خاصة بالشعراء وأتمنى إنشاء مرصد ثقافي يعنى بالمواهب الشابة.