ثمن الممثل السوري زياد سعد الأعمال السينمائية العربية المشتركة التي قال بشأنها إنها مبادرة جيدة يجب المثابرة عليها لتطوير السينما العربية. وتحدث زياد سعد في هذا الحوار عن دور السياسي والإعلامي والمثقف في إنصاف القضايا العربية المصيرية وكذا عن أمنيته في المشاركة في عمل سوري جزائري مشترك. وأمور أخرى تكتشفونها في ثنايا هذا الحوار. ما هو جديد زياد سعد لهذه السنة؟ أنا بصدد إعداد مشروع عمل مسرحي، كما سأشارك في مسلسل اختير له عنوان مؤقت ''الأصباط''، وهو عمل فني تاريخي ستشارك فيه مجموعة من الأسماء الفنية من مختلف الدول العربية منها مصر الكويت، لبنان، وإحدى الدول المغاربية. تدور أحداث هذا المسلسل حول شخصية تاريخية، في فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وهو مشروع عمل مشترك. ما هي رؤيتك المستقبيلة للإنتاج السينمائي المشترك بين الدول العربية؟ الإنتاج المشترك بات من أولى الأولويات في وقتنا الراهن، وضرورة قصوى لضمان السير الحسن للسينما العربية، فهو يعطي فرصة للمبدعين العرب للاحتكاك وتبادل الخبرات، وعليه أرى انه على المنتجين العرب خوض غمار تجربة الإنتاج المشترك. وفي اعتقادي أن مثل هذه الأعمال يؤدي لا محال إلى تطوير السينما العربية، وهو فرصة لنؤكد للعالم أننا شعب واحد ولدينا حلم واحد و هو الارتقاء بالفن العربي إلى مصاف السينما الغربية، فنحن لسنا أقل فكرا أو شئنا منهم. '' عندما تتمرد الأخلاق'' هي أول تجربة في الإنتاج الدرامي المشترك بين الجزائر وسوريا. ما تقييمك لهذه التجربة؟ للأسف أنا لم أتابع ذلك العمل وأقولها بصراحة أن هذا تقصير مني، لكني أحترم كل عمل يتم بطريقة مشتركة، كما أثمن كل التجارب التي تمت في إطار العلاقات الفنية التي تتم بين الدول العربية وأتمنى لها مستقبلا واعدا. هل لديك نية المشاركة في عمل سوري جزائري مستقبلا؟ ذلك يشرفني وأرجو أن تبلغي عني هذا التصريح على لساني للشعب الجزائري الذي أكن له كل التقدير والاحترام فهو جدير بالاحترام حقا. أقول له إنني لن أدخر جهدا ولن أفوت أي فرصة تمنح لي لتجسيد أي دور في عمل درامي مشترك يتم بين الدولة الجزائرية ونظيرتها السورية، أن أتكلم باللهجة الجزائرية، فاللهجات هي غنى ثقافي يجب المحافظة عليه، وأنا شغوف بالروح الفنية الجزائرية، صدقوني أنا لا أبالغ إن قلت لكم إن هذا حلم أنتظره بفارغ الصبر وآمل أن يتحقق في الواقع في القريب العاجل إن شاء الله. برأيك هل عالجت الأعمال الفنية العربية وجع الذات العربية بالقدر الكافي؟ هناك محاولات جادة في الوطن العربي سواء على مستوى المسرح أو السينما وحتى على مستوى الأغنية الملتزمة، وتلك الكتابات مست بشكل فعلي المواضيع التي تلخص الوجع والألم العربي وكل ما يخص قضيانا المصيرية خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر وروح الجسد العربي، لكن رغم ذلك يبقى المبدع العربي مقصرا بعض الشيء في ابتكار آلية وطريقة مثلى يمكن من خلالها التطرق بصفة محترفة إلى مثل هذه القضايا من خلال الاعتماد على صوت ضمير الأمة العربية. ونقول بكلمة واحدة ''معا لنصرة أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين''. فخور أنا بانتمائي إلى دولة ما انحازت يوما عن الاهتمام بالقضايا العربية وتتوق دوما إلى الوصول إلى لمّ الشمل العربي والتاريخ على ما أقوله شهيد. و لماذا يتهمون الدراما العربية بالتقصير تجاه قضاياها المصيرية؟ فعلا هو حكم متداول لكن الظاهر يبين عكس ذلك فأغلب المخرجين في العالم العربي أنتجوا أعمالا لا بأس بها تناولت معاناة الشارع العربي والأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، منها أفلام ومسلسلات تاريخية تعنى بتراجم وسيرة أعلام ومشاهير الأمة في شتى الميادين والتي صنعت أمجادنا وعزنا. برأيك من أنصف القضية الفلسطينية الإعلامي أم المثقف أم السياسي؟ هذا سؤال متشعب، في حقيقة الأمر أن كل الفاعلين في الحقول الثلاثة المذكورة اشتغلوا على قدر إمكانياتهم وكل حسب موقعه. وفي اعتقادي أن القضية الفلسطينية قد تبنتها سياسات الدول الوطنية العربية وسوريا على رأسها، نفس الشيء سار عليه المثقف في وكره من خلال الكتب التي أنتجتها قريحته أو من خلال العروض المسرحية أو الأفلام والمسلسلات التي ضمنها مخرجوها ومنتجوها أحداث هذه القضية، دون إغفال دور الإعلامي الذي يعمل وفق ما تمليه ظروف العمل المحيطة به ، إلا أن هذا الجانب يبقى غير كاف، فالإعلام العربي لم يؤد دوره في التعريف بهذه القضية بالقدر الكافي لكن لا يمكن إلغاء دور الإعلام في تفعيل هذه القضية. ومجمل القول إننا أمام تحدٍ كبير إذ يجب على هذه القوى الثلاث أن تقوم بفعل المقاومة، من خلال وضع خطة كاملة وشاملة تشرح فيها أبعاد هذه القضية، علينا أن نتوجه بخطابنا إلى شعوب العالم حتى نكسب رأيها، علينا ابتكار خطاب جديد يحمل فكرة أن الأرض العربية حق لنا ولا نقايض بها.