لا تزال معاناة سكان بلدية واد قريش بالجزائر العاصمة، متواصلة بسبب المشاكل المتفاقمة التي فاقت قدرتهم وحالت دون تحقيق مصالحهم، خاصة وأن السلطات لم تحرك ساكنا حيالهم، كما لم تشهد معظم الأحياء الواقعة على إقليم البلدية مشاريع تنموية قد تقضي ولو جزئيا على تلك المشاكل أو تبث الأمل من جديد بين أوساط الشباب. ومن بين أهم الأحياء التي تعاني من جملة المشاكل حي ''ديار الكاف'' وحي ''مولنار'' و''فلورانس'' وأحياء أخرى، التي تعرف طرقاتها تدهورا واهتراء متقدما، حتى أن بعض أجزاء الشوارع تفتقر للتزفيت، والعابر من هناك يكاد لا يشعر أنه على بعد أمتار من مقر ولاية الجزائر العاصمة، المسؤول الرئيسي على شؤون السكان، بل يكاد يشعر وكأنه في الدوار. كما تفتقر هذه الأخيرة إلى خطوط نقل رابطة بينها وبين بعض البلديات على غرار بلدية بوزريعة، حيث يتعذر يوميا على السكان الوصول إلى هذه الأخيرة على الرغم من أنها لا تبعد كثيرا عن بلدية واد قريش، مما يؤخرهم عن مصالحهم وانشغالاتهم إلى جانب انعدام بعض الخطوط التي تربط بين ذات البلدية وبعض البلديات المجاورة لها كبلدية باب الوادي وغيرها من البلديات الواقعة بأعالي العاصمة. ... و ''فلورانس'' بدون غاز طبيعي من جهتهم ناشد سكان حي ''فلورانس'' السلطات المعنية بالتدخل العاجل لربط حيهم بقنوات الغاز الطبيعي للقضاء على الطريقة التقليدية التي لا زالوا يستعملونها للطهي والتدفئة إلى يومنا هذا، حيث لا يزال سكان بعض البلديات يستعملون قارورات غاز البوتان على الطريقة البدائية، الأمر الذي أرق حياتهم سيما وأن بعض العائلات محدودة الإمكانيات ولا تمتلك السيارة مما يضطرها إلى كراء سيارة لاقتناء قارورة غاز البوتان، وحملها إلى غاية الحي. وما زاد من استياء سكان بلدية واد قريش هو انعدام الإنارة العمومية التي حولتها إلى حلبة صراع بسبب كثرة المتسكعين الذين يتربصون كل مساء بالسكان خاصة منهم الغرباء عن المنطقة، لتجريدهم من ممتلكاتهم، ناهيك عن انعدام المرافق الترفيهية كالملاعب الجوارية ودور الشباب والرياضة ومراكز الثقافة والتسلية التي بإمكانها الحد من درجة البطالة والفراغ القاتل الذي بات يميز يوميات سكان بلدية واد قريش، كما طالب السكان مصالح البلدية بترميم المدارس الابتدائية التي تآكلت جدرانها بفعل قساوة الطبيعة. من جهته أكد المسؤول الأول والمكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية ببلدية واد قريش أن مصالحه ستشرع في تجسيد بعض المشاريع الضرورية وأن التأخر في انطلاق عدد من المشاريع التنموية يعود إلى افتقار البلدية للميزانية اللازمة والمداخيل الجانبية التي قد تحصل عليها البلدية كبلدية باش جراح التجارية مثلا. ولأن الوضع بات لا يطاق، وخشية حدوث انفجار اجتماعي قد لا يحمد عقباه، خصوصا وأن شباب ''ديار الكاف'' قد تسببوا مؤخرا في إثارة الفوضى ببعض أحياء بلدية باب الوادي الأسابيع الفارطة، فإن استحداث مشاريع تنموية في مستوى تطلعات شباب البلدية صار حاجة ملحة على رئيس البلدية وكذا الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي للنظر فيها.