معاناة متواصلة هي التي تجمع سكان ثلاثة أحياء واقعة ببلدية وادي قريش بأعالي باب الوادي، حيث يشتكي قاطنو كل من حي ''بوفريزي'' ، ''مونبليز'' و''موليناس'' من الإهمال الذي طال معظم المرافق الضرورية والأساسية التي يحتاجها أهالي الأحياء. ولقد استنكر السكان حالة التدهور التي أضحت عليها هذه الأحياء، وعلى رأسها الطرقات التي تحولت فعلا إلى مشكل حقيقي بسبب انتشار الحفر في كل مكان، مكونة في ذات الوقت بركا من المياه خلال فصل الشتاء أو عند تساقط بعض الأمطار. ونظرا لجسامة هذا المشكل صار سكان البلدية يحاولون سدها بإمكانياتهم الشخصية، بهدف التقليل من المعاناة التي تعترضهم يوميا، في حين يحضر أعوان من البلدية أحيانا لإصلاحها حسب ما كشفه لنا سكان البلدية المذكورة، إلا أن الحالة سرعان ما تعود إلى حالتها السابقة، بسبب المركبات وحافلات وشاحنات الوزن الثقيل التي تمر من هناك صباحا ومساء، الأمر الذي يعرقل الحركة المرورية من جهة ويحول الأحياء الثلاثة إلى مناطق معزولة. وما زاد من تذمر السكان هو انسداد قنوات الصرف الصحي الذي حول الأحياء إلى واد بات يشكل خطرا على السكان من جهة، وعلى المباني المهترئة من جهة أخرى، خاصة وأن مثل هذه الأحياء منحدرة نوعا ما مقارنة مع بعض البنايات المتواجدة بأعالي وادي قريش، ما قد يتسبب في انهيارها في حالة ما إذا استمر الوضع كذلك. هذا فضلا عن مشكل انعدام الإنارة العمومية وسط الأحياء الثلاثة المذكورة سابقا، الأمر الذي أرق حياة السكان وحولها إلى كابوس يستيقظون على وقعه، خصوصا مع انتشار الجرائم وسط الأحياء عند حلول الظلام، وهو ما زاد من مخاوف السكان خاصة الطلبة منهم الذين يتأخرون في الرجوع إلى بيوتهم مساء، حسب ما أفاد البعض منهم على هامش لقاء مع ''الحوار'' . ضف إلى ذلك أن سكان هذه الأحياء صاروا يقلقون كثيرا من انتشار المواقع القصديرية التي اجتاحت الأحياء سالفة الذكر، خاصة بعدما فقدت الجانب الجمالي للمكان، هذا دون الحديث عن فوضى المواقف غير الشرعية للحافلات. وأمام هذه المشاكل التي فاقت قدرة السكان وحولت يومياتهم إلى جحيم لم يجد هؤلاء من سبيل عدى رفع شكواهم إلى السلطات المحلية وعلى رأسها ''مير'' واد قريش، وكذا والي العاصمة للنظر علهم يجدون حلا سريعا يفك عنهم العزلة التي يعيشونها منذ سنوات.