يطالب رئيس جمعية التحدي للمعاقين حركيا ''بوزارة حمزة'' وزير النقل عمار تو بتسهيل وضعية المعاقين للتنقل مجانا في الحافلات وكذا القطار دون دفع أجرة. كما يناشده تخصيص وسائل نقل خاصة لهاته الفئة تضمن لهم السلامة والراحة وكذا الاحترام بدلا من المتاعب التي يواجهونها حاليا خاصة أن المنحة التي يتقاضونها لا تكفي لسد حاجياتهم ويطالب برفعها إلى 12000 دج بدلا من 4000 دج حاليا. يتأسف رئيس جمعية التحدي للمعاقين حركيا ''بوزارة حمزة'' على الوضعية التي يعيشها المعاق حاليا في الجزائر والتي وصفها بالتهميش واللامبالاة، فلا يتمتع بكامل حقوقه المشروعة ولا حياة طبيعية وعادية تسمح له بنسيان إعاقته، في حين نجد العكس تماما في دول أخرى. وأشار إلى أن مرافق الحياة المحيطة بهم غير مكيفة لصالحهم سواء في مجال السكن أو العمل أو النقل الذي يحتاجونه يوميا في حياتهم العادية والذي سبب لهم الكثير من المشاكل والصعوبات، خاصة في غياب وسائل نقل خاصة بهاته الفئة. ظروف معيشية صعبة ومنحة لا تكفي أدنى الاحتياجات يؤكد ''بوزارة حمزة'' على أنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها كل مواطن في حياته اليومية لا تجد فئة المعاقين سهولة في التأقلم مع الوضع، خاصة وأن احتياجاتهم تفوق احتياجات المواطن العادي من لباس وغذاء وعلاج في المستشفيات، وحتى الكراسي المتنقلة التي توفرها الجمعيات الخيرية ومساعدات المحسنين لما استطاعوا التنقل والعيش بسهولة بدءا من حياتهم في البيت إلى الوسط الخارجي. ويضيف أن الصعوبة تزداد أكثر إذا كان في البيت أكثر من معاق واحد، فإن ذلك سيزيد من الطين بلة وستجد تلك العائلة نفسها في التشتت والضياع إلا إذا كانت هناك تدخلات للمحسنين وذي القلوب الرحيمة. وعن المنحة التي يتقاضاها المعاق والتي طالب رئيس الجمعية برفعها يقول: ''طالبنا مرات عدة في الكثير من الندوات الصحفية واللقاءات برفع منحة المعاق التي لا تتجاوز 4000 دج إلى 12000 دج شهريا، إلا أن ذلك لم يجد نفعا ولم تتغير الوضعية إلى حد الآن. ففي سنة 2005 كانت لا تتجاوز 3000 دج، وأمام مطالبة الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المعاق برفعها كان المفروض أن تصل إلى 6000 دج سنة 2006، إلا أنه في أواخر 2007 شهدنا زيادة رمزية قدرت ب 1000 دج ليصبح المبلغ 4000 دج، وفي سنة 2009 طبقت ب 6000 دج لكن ما زلنا نتقاضى 4000 دج شهريا فقط. وإلى جانب كون هذه المنحة لا تلبي احتياجات المعاق، فمن جهة أخرى لا يتم استلامها في موعدها المحدد بل لا يحصلون عليها إلا متأخرة. فبدلا من أن تصلهم شهريا ينتظرون ذلك أشهرا عديدة مما يزيد من صعوبة معيشتهم لأن أغلب الأسر لا تملك دخلا ماديا معتبرا فتكون لهم الجمعية الملاذ الوحيد الذي يفرج عليهم كروبهم. وسنبقى نسعى لنوصل رسالة المعاق إلى السلطات المعنية والوزارات المكلفة بالأمر حتى ولو طال ذلك لسنين عديدة. وخلال زيارتنا للجمعية لاحظنا توافد الكثير من الأسر للحصول على مساعدات حتى وإن كانت بسيطة، وممن التقيناهم الحاجة ''عائشة'' التي كانت تنتظر دورها لأخذ الحفاظات لابنتها المقعدة والمعاقة صاحبة 15 سنة. تكلمنا معها عن الوضعية التي تعيشها، وعن مدى سد هذه المنحة لاحتياجاتها فقالت: ''الإعاقة أقعدت ابنتي الفراش والتكفل بها جد صعب خاصة بعد وفاة والدها، ولذلك لا نجد المساعدات والمواساة إلا من هذه الجمعية التي يسعى مسؤولوها رغم صعوبة المهمة لإدخال الفرحة إلى قلوبنا. وتضيف: ''وجود معاق في البيت ليس بالأمر السهل خاصة أن حقوقهم مهمشة من جميع النواحي ضف إلى ذلك ضعف المنحة التي يتحصلون عليها والتي لا تكفي أدنى الاحتياجات''. مؤسسات ترفض تشغيل المعاقين وسكنات عكس احتياجاتهم في نظر رئيس الجمعية فإن المعاق يحتاج إلى الدعم من جميع القطاعات الحكومية والخاصة دون أي تعقيدات أو عراقيل، لكن الأمر عكس ذلك تماما، لأن جميع المؤسسات أصبحت بابا مغلقا في وجه المعاق فلا عمل ولا تسهيلات له، ولا يقابل إلا الرفض القطعي والتام وهذا طبعا ما سيؤثر على حالته المادية، ضف إلى ذلك الأثر النفسي والاجتماعي الذي سيعيشه. ولهذا يطالب بوزارة جميع المؤسسات العامة والخاصة بتسهيل المهمة للمعاقين للحصول على وظيفة حتى يضمنوا وضعا ماديا جيدا. وعن ما تقدمه الجمعية من مساعدات مالية يقول: ''لا نبخل على كل عائلة يعيش فيها معاق حتى وإن كان ذلك صعبا وغير متاح لنا.. نعيش معه جميع المناسبات الدينية والوطنية ونوفر له الراحة والاطمئنان لكن يبقى حصوله على وظيفة يقتات بها أمرا محببا بدلا من انتظاره المساعدات''. وعن وضعية المعاق من ناحية السكن يقول: ''السكنات الموجودة حاليا لا تناسب تماما وضعيته، فلابد من تهيئتها وفقا لاحتياجاته كإعداد ممرات ومصاعد لمساعدته وتخفيض الطوابق الأرضية لهم إلى جانب إعفائهم من الإيجار السكني. وأعطى مثالا عن سيدة معاقة تسكن بالطابق الخامس وهي تعاني الأمرين، فلا وضعية السكن ولا الإعاقة تسمح لها بالعيش الحسن، وأمثالها كثيرون وهم يبحثون عن وضعية سكنية مريحة. صعوبات في وسائل النقل ومسؤولونلم نلق منهم إلا الوعود يطالب ويندد رئيس الجمعية المسؤولين بالنظر إلى الوضعية الصعبة والمزرية التي يعرفها المعاق من ناحية وسائل النقل والتي أصبحت ضد وضعيته لا في صالحها، فيقول: 'لابد على الجهات المعنية والمسؤولة النظر في وضعيتنا وتحسينها في أقرب الآجال لأن ذلك سيضر بالمعاق وسيعطله عن مواصلة حياته اليومية، فلا وجود له في الحافلات ولا في وسائل نقل أخرى لأن أصحابها يرفضون نقلهم. وأضاف في حديثه أنه بعدما كانوا يستفيدون من النقل مجانا في القطار أصبحوا يدفعون مقابل ذلك وهذا ما لا يخدمهم، ولا يساعد وضعيتهم، إضافة إلى مشاركتهم ب 50٪. وفي ظل هذه الظروف القاسية والصعبة التي يواجهها المعاق يوجه رئيس الجمعية نداء استغاثة للمعنيين، خاصة فيما يخص مشكل التنقل في الحافلات وجميع وسائل النقل الذي صادفهم مؤخرا حيث فضلوا أن يكون التنقل مجانا، وتخصص لهم وسائل نقل خاصة بحالتهم.