بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين نظمت جمعية التحدي للمعاقين حركيا خرجات سياحية ضمت 60 معاقا إلى مناطق مختلفة من الوطن، أهمها حمام ملوان بالبليدة، إضافة إلى تسليم 15 كرسيا متحركا لذوي الإعاقة الصعبة، كما فتحت المجال لتعليم السياقة والتي تعتبر ثاني مبادرة على المستوى الوطني. وكعادتها تبقى جمعية التحدي للمعاقين حركيا تسعى لأن تغير الواقع المر الذي يعيشه المعاق في الجزائر على جميع المستويات المادية منها والصحية، على حد قول رئيسها، ''بوزارة حمزة'' الذي أكد على سعيه دائما وبذله للكثير من المجهودات رغم الصعوبات خاصة المادية منها في المناسبات وغير المناسبات، وسواء أكانت الظروف المادية جيدة أو لا إلا أن الجمعية تجند جميع طاقاتها وأعضائها لخدمة المعاق وتسعى لأن ترد له حقوقه التي سلبت منه طوعا أو كراهية والتي لم يعط لها ولا جانب اهتمام من طرف السلطات المعنية، فما الفائدة من تذكره وتقديم بعض الهدايا في يوم سمي اليوم العالمي للمعاق، وهو في وطنه لا يعيش أدنى حقوقه. لا بد من تسوية كاملة لجميع حقوق المعاق بالمناسبة، دائما، دعا بوزارة حمزة وزير التضامن ''جمال ولد عباس'' إلى تسوية وضعية المعاق في جميع المجالات وفي أقرب الآجال لأن ظروفه في تدنٍ مستمر ودائم، ولم تعرف النور أيا من الوعود التي قدمت له، فلا بد إذن من التفاتة طيبة حتى تسمح له بمزاولة حياته اليومية بصورة طبيعية وعادية. وأول الأمور التي دعا إلى تسويتها هي المنحة التي لم تعرف زيادة منذ سنوات طويلة رغم جهودنا المبذولة ودعواتنا المتكررة برفعها إلى أكثر ما هي عليه الآن والتي لم تتجاوز ''4000 دج''، فماذا يفعل هذا المبلغ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعرفها كل مواطن جزائري إذا كان شخصا طبيعيا ومن غير ظروف صحية صعبة ويعاني ويطالب بحقوقه، فما بالك بمعاق لا تكفي تلك المنحة حاجيات قليلة تخصه من دواء أو أكل أو شرب، ناهيك عن أمور أخرى. ولهذا وجه رئيس الجمعية نداءه، على حسب قوله، للمرة الألف للسلطات المعنية برفع المنحة إلى 12000 دج، وجعل هذه المناسبة العالمية بداية حياة جديدة للمعاق. ونوه أيضا إلى مشكل النقل الذي أصبح مشكل العصر للمعاقين، فبدلا من أن يتنقل مجانا في جميع وسائل النقل ويكتفي فقط ببطاقة المعاق أصبح يدفع مقابل ذلك ثمنا، وهذا ما زاد من استياء الكثير من المعاقين الذين اعتبروا أن هذه الوضعية ليست في صالحهم ولا تخدمهم على الإطلاق، مما زاد من تخوفهم من استمرارية الوضع إلى أجل غير مسمى خاصة وأن الكثير من العوائق التي تواجههم حاليا. وأضاف في حديثه الاستياء الكبير الذي يشعر به المعاق تجاه سائقي الحافلات الذين يعاملونهم معاملة سيئة ولا يرضون بنقلهم إلى حيث يريدون، حيث يخلون مسؤوليتهم تماما ويعتبرون بأن هذه الوضعية هي خارج نطاقهم وليسوا بالمعنيين، ولهذا يطالبون بنقل خاص بالمعاق يتوفر في جميع أنحاء الوطن، يراعي الوضعية الصحية للمعاق. ولم ينس ''بوزارة حمزة'' جانب التعليم الذي اعتبره أهم الجوانب في حياة المعاق، حيث دعا السلطات المعنية إلي ضرورة التكفل الجيد بهاته الفئة وتوفير كل الإمكانيات الجيدة التي تمكن للمعاق من مزاولة الدراسة وأهمها توفير أقسام أرضية، إضافة إلى تهيئة مداخل تكون ملائمة لوضعيته، والمعاملة الجيدة للأساتذة والمربين لأن الجانب النفسي من أهم الجوانب في حياته فيلعب دورا كبيرا في تنمية قدراته أو الحد منها. ولهذا، وبالمناسبة دائما، جدد دعوته للسلطات المعنية لأخذ بعين الاعتبار الوضعية التربوية للمعاق وتجنب كل المتاهات التي من شأنها أن تجعله أميا وجاهلا لا يقدر حتى على مواجهة أدنى مشاكله، وتفادي المشاكل التي وقع فيها مؤخرا الكثير من المعاقين من صعوبات داخل مدارسهم، كما دعا إلى تسوية وضعية المعاق من ناحية السكن بتوفير سكنات خاصة بهم تساعد وضعيتهم الصحية، خاصة من يسكنون في طوابق مرتفعة ولا بد من تهيئة مداخل العمارات حسب وضعيتهم وكذلك الأرصفة العمومية. وفي إطار هاته المشاكل التي يعيشها المعاق دعا إلى أن تكون هذه المناسبة بداية لحلها وتحسين وضعيته التي يتأسف لها الجميع. خرجات ترفيهية وتوزيع كراسٍ متحركة بالمناسبة لم يفوت جمعية التحدي للمعاقين مناسبة اليوم العالمي للمعاق بتنظيم خرجات سياحية ضمت 60 معاقا إلى حمام ملوان بالبليدة للترفيه عن النفس، وللخروج من متاهة المشاكل اليومية التي يتخبط فيها. ولم تكن هذه الخرجات الأولى للجمعية بل كانت بوجود مناسبة أو غير ذلك، حيث قدرت ب 20 خرجة في السنة كان معظمها إلى ولايات الوطن، وأخرى إلى تونس وبلدان أخرى. وفي هذا الصدد أشار ''بوزارة حمزة'' إلى أن الجمعية لا تفوتها أي مناسبة بتنظيم حفلات أو سهرات أو حتى خرجات سياحية، لأنه من وراء ذلك لوحظ أن المعاقين يشعرون بالسعادة وينسون إعاقتهم الحركية. وبالمناسبة دائما وزت الجمعية 15 كرسيا متحركا على المعاقين خاصة الإعاقة الصعبة في انتظار دفعة أخرى توزع في مناسبات لاحقة. ونظمت الجمعية مدرسة لتعليم السياقة للمعاقين تعتبر الثانية على المستوى الوطني يشرف عليها أخصائي في تعليم السياقة وبمساعدة شركة siliboM التي أمدتهم بالسيارة الخاصة بذلك. وختم ''بوزارة حمزة'' حديثه بأن كل ما يقدم للمعاق سواء في مناسبة تخصه أو في غير مناسبة، قليل أمام ما يعاني من صعوبات.