شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس أن الماء ينبغي أن يحظى بتكفل الهيئات الدولية، مبرزا الدور الذي يتعين على كل حكومة أن تلعبه من أجل حمايته وتسييره تسييرا رشيدا. وأوضح بوتفليقة في رسالة بعث بها إلى المشاركين في معرض سرقسطة الدولي للمياه والتنمية المستدامة نقلتها كاملة وكالة الأنباء الجزائرية أن '' الماء بصفته منبعا للسلم ومبعثا للنزاعات في الآن نفسه ومنهلا للحياة ومصدرا لانتشار الأوبئة ينبغي أن يحظى بتكفل الهيئات الدولية دون أن يؤول ذلك إلى الاستغناء عن الدور الذي يتعين على كل حكومة أن تضطلع به لحمايته وتسييره تسييرا رشيدا على نطاق ثنائي أو متعدد الأطراف ''. وأضاف رئيس الجمهورية قائلا '' وبهذا الصدد يبدو لي من المفيد أن أشير إلى نظام التوزيع الذي وضعناه مع جيراننا التونسيين والليبيين للتسيير السلمي والعقلاني والدائم لمياه منطقة شمال الصحراء اعتمادا على طريقة حساب وتوزيع سميت باسم (ساجس) ''. وبشأن المشاركة الجزائرية في المعرض أكد بوتفليقة أن '' المتوخى من جناحنا الوطني في معرض سرقسطة إنما هو إطلاع الزوار من العالم أجمع على إنجازات الجزائر في مجال الماء'' . واستطرد في هذا الشأن قائلا إن الجزائر '' البلد شبه القاحل الذي تحتل الصحراء جل مساحته قد شكل الماء بالنسبة لها على الدوام الشغل الشاغل، ذلك ما حداه إلى ابتداع منظومة عبقرية لا تزال قائمة وقيد الاستعمال في واحاتنا التي تشكل منظومات بيئية بديعة نجح الإنسان رغم قساوة الطبيعة في استخراج المياه وتصريفها وتوزيعها بما يتحقق معه الإنصاف ويضمن الديمومة '' . وأشار بوتفليقة في رسالته إلى أن '' إسبانيا التي تشهد اليوم بمدينة سرقسطة تحديدا افتتاح فعاليات المعرض الدولي هذا المخصص للمياه والتنمية المستدامة بلد يمكنه أن يعتد حقا بانتمائه الأيبيري والروماني واليهودي والإسلامي، ومن ثمة مهيأ بالجبلة للنضال في سبيل حوار الحضارات '' . وأكد رئيس الدولة أن '' الصداقة التي تجمع بلادي بإسبانيا وتمسكنا المشترك بتلاقح الثقافات عاملان يؤهلاننا في عشرية الماء الدولية 2005 - 2015 هذه للإدلاء بدلونا في ما سيتمخض عنه هذا المعرض من الأفكار على ضوء ما سيدور من النقاشات حول المياه والتنمية المستدامة ''. واستشهد رئيس الجمهورية بقول المولى جل وعلا في محكم تنزيله (وجعلنا من الماء كل شيء حي) مبرزا أن هذه الآية '' تدعونا إلى أن نقدر كما يجب قيمة هذا المورد الثمين الذي ما انفك يزداد ندرة '' . وخلص بوتفليقة إلى الإعراب عن أمله في '' أن يوفق المعرض الدولي هذا في أن يكون أكثر من مجرد ملتقى من الملتقيات التجارية ''، راجيا '' أن يتم في الأيام المقبلة تنظيم معرض دولي جديد في بلد من البلدان الصاعدة '' .وكان الافتتاح الرسمي للمعرض الدولي لسقرسطة المنظم تحت شعار '' موضوع الماء والتنمية المستدامة '' قد أشرف عليه الملك خوان كارلوس الإسباني أول أمس الجمعة وذلك بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات، وكذا ممثلين للعديد من المنظمات الدولية والجهوية والمحلية، ويشارك في هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية 14 سبتمبر المقبل أزيد من 100 دولة من بينها الجزائر.