نظمت جمعية ''البدر'' بالبليدة وجمعية ''النور'' بسطيف لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان، نهاية الأسبوع الماضي، بالتنسيق والتعاون مع مديرة الصحة لولاية البليدة وخبر الصحة والبيئة لكلية الطب بسطيف، دورة تكوينية لفائدة الأطباء بمستشفى فرانس فانون البليدة، لمساعدة الأشخاص على التوقف عن التدخين. وشدد المداخلون من خلال 5 محاضرات على أهمية الشروع في تطبيق برنامج المساعدة على التوقف عن التدخين عن طريق إشراك جميع الجهات المعنية. تطرقت الدكتورة سعاد بوعواد في مداخلة لها بعنوان ''التبعية للتبغ'' إلى مخاطر التدخين مرورا بالمسار التاريخي لظهور التبغ والسجائر وتطور تسويقها عبر العالم، وصولا إلى آثاره على الشخص المدخن ومحيطه، موضحة معنى التدخين السلبي خاصة على الأطفال، فغالبية الآباء المدخنين يهملون صحة أبنائهم معرضين إياهم إلى استنشاق دخان السجائر وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، حسب الدكتورة. من جهته أكد البروفسور حمدي شريف، منسق إفريقيا لبرنامج الجمعية الأمريكية للسرطان ورئيس المرصد الإفريقي لمكافحة التدخين، على الآثار السلبية للتدخين من الناحية الاقتصادية، وقدم البروفسور في مداخلته شرحا لطرق وبرامج الجزائر في مكافحة التدخين، معرجا على أنواع الأمراض الناجمة عن التدخين كالأمراض التنفسية والسرطان. أما الدكتورة حفيظة بوخروبة فقد تطرقت من جهتها إلى طرق مساعدة المدخنين على الإقلاع التدريجي عن التدخين، متبعة إياها بإرشادات ونصائح لمساعدة المدخنين بعد التوقف في التخلص من مادة النيكوتين في الجسم، وركزت الدكتورة على طريقة مساعدة المتوقفين على عدم السقوط في فخ العودة مرة أخرى إلى التدخين وهذا بالابتعاد عن كل ما يمكنه الدفع نحو العودة إلى التدخين كالمشروبات المنبهة مثل القهوة مثلا. وشارك في هذا اليوم التكويني 25 طبيبا بين عامين وأخصائيين دعوا إلى تفعيل برنامج ''لنعمل دون تدخين''، فقد عرض الأخصائيون من مستشفى سطيف تجربتهم الناجحة التي يصبون لنقلها إلى ولاية البليدة، وقال البروفسور حمدي شريف ''لمسنا نتائج جد إيجابية على مستوى الولاية فمن بين أربع مائة شخص مدخن تم التقرب منهم في مؤسسات عمل مختلفة وجامعات وثانويات تمت مرافقتهم ومساعدتهم من طرف الأطباء لمساعدتهم على التوقف عن التدخين لمدة سنتين ونصف نجح 38 بالمائة منهم في الإقلاع النهائي فقط عن طريق المحفزات النفسية''. البرنامج يمتد على 3 سنوات برنامج ''لنعمل دون تدخين''، حسب ما أوضحه المداخلون، جاء بمبادرة من الجمعية الأمريكية للسرطان، ويهدف إلى دعم نشاطات الدول التي تبدي رغبة في تبني برامج مماثلة عن طريق نقل الخبرة إلى الهيئات والجمعيات الناشطة في الميدان، بهدف حماية العمال في أماكن عملهم. وتبنت البرنامج 4 هيئات جزائرية هي جمعية ''البدر'' لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة، جمعية ''النور'' لمساعدة مرضى السرطان بولاية سطيف، والنادي الرياضي لكلية الطب بجامعة تيزي وزو، وجمعية النادي العملي والثقافي ''الحكمة'' لكلية الطب بجامعة قسنطينة. فأما جمعية ''البدر'' فستتوجه ببرنامجها إلى 21 مؤسسة، بينما تستهدف جمعية ''النور'' 14 مؤسسة و4 ثانويات، ومستشفى سطيف إضافة إلى مراكز استشفائية عبر الولاية. فيما يستهدف برنامج تيزي وزو 7 مؤسسات مختلفة.