أعربت أكثر من 40 عائلة قاطنة بمزرعة ''العربي كواش'' بمحاذاة شاطئ النخيل ببلدية سطاوالي الواقعة غرب ولاية الجزائر العاصمة عن الوضعية المزرية التي يعيشونها والتي وصفوها ب'' المزرية'' لشدة الويلات التي يتخبطون فيها، حيث يعاني سكان هذه المزرعة من عدة مشاكل تؤرق حياتهم، أبرزها مشكل الاضطراب في توزيع التيار الكهربائي، فأحيانا يغرق الحي في الظلام لمدة أيام، إذ لا يكاد يمر يوم واحد دون أن ينقطع التيار الكهربائي ولو لمدة عشر دقائق، مثل أكد ذلك سكان المزرعة ممن تحدثت معهم ''الحوار''. وما زاد الطين بلة وعقد الوضع أكثر، عدم ربط منازلهم بشبكة المياه، فمصدرهم الوحيد الذي يزودهم بالمياه سواء الشروب أو للاستعمال اليومي بئر المستثمرة الفلاحية، وعلى الرغم من أنه غير معالج على حد تصريحاتهم ، فإنهم لا يجدون حرجا من الشرب منه، مما قد يعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة، وذلك في ظل غياب دور المراقبة التي من المفروض أن تلعبه السلطات المحلية. وكون جلب هذه المادة مرتبط بمضخة تعتمد في تشغيلها على الكهرباء التي تعرف هي الأخرى انقطاعات متكررة، فقد أدى هذا الأمر إلى تضرر السكان خاصة الفلاحين، أين يتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى سقاية، وهذا الضرر لا يقتصر فقط على السكان والفلاحين، بل التجار أيضا لهم نصيب من هذه المعاناة، فالانقطاعات الكهربائية تؤدي إلى إتلاف المواد الغذائية الاستهلاكية سريعة التلف. بهذا الصدد وتفاديا لخسائر أكثر، فقد لجأ بعض قاطني المزرعة إلى تركيب مولدات كهربائية بعد أن فقدوا الأمل في مؤسسة ''سونلغاز''، المسؤولة الأولى عن إصلاح الأعطاب والأسلاك الكهربائية الموصولة بطريقة عشوائية بالأعمدة الكهربائية، بالإضافة إلى ظاهرة جديدة عرفتها المزرعة مؤخرا، وهي سرقة الكوابل خاصة منها تلك التي تربط مضخة الماء بالمنازل وحسب السكان ، فقد رفعوا عدة شكاوى ورسائل لمؤسسة فرع زرالدة، لكنها تنصلت من المسؤولية لتضعها على عاتق فرع بولوغين، هذه الأخيرة وعدتهم بالنظر في انشغالاتهم. على صعيد آخر، انعدام غاز المدينة أجبرهم على قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى محطات بيع قارورات غاز ''البوتان''، وإلا فإنهم يضطرون إلى شرائها بمبلغ أعلى من سعرها الحقيقي، من أشخاص امتهنوا بيعها في الأحياء الشعبية.