سكان مزرعة "العربي كواش" بشاطئ النخيل خارج مجال التغطية بالعاصمة تقع مزرعة "العربي عكوش" ببلدية سطاوالي، قرب شاطئ النخيل، ويقطن بها ما يقارب ال 40 عائلة، تعتمد في كسب قوت يومها على ما تجود به المستثمرة الفلاحية، التي يعمل بها معظم أرباب العائلات كفلاحين والتي بقيت محافظة على التقاليد المعمول بها في مثل هذه التعاونيات الفلاحية منذ السبعينات. يعاني سكان هذه المزرعة من عدة مشاكل تؤرق حياتهم، لعل أهمها هو مشكل الاضطراب في توزيع التيار الكهربائي، فأحيانا يغرق الحي في الظلام لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام، أما الأيام العادية فهي غير "عادية"، إذ لا يكاد يمر يوم واحد دون أن ينقطع التيار الكهربائي ولو لمدة عشر دقائق، بعض السكان الذين تحدثت معهم "الأمة العربية" أعربوا عن استيائهم الشديد من هذه الحالة التي يعانون منها منذ أمد بعيد، وما زاد الأمر سوءا، هو عدم توصيل منازلهم بشبكة المياه، فمصدرهم الوحيد الذي يزودهم بالمياه سواء الشروب أو للاستعمال اليومي، هو بئر المستثمرة الفلاحية، ورغم أنه غير معالج، فالسكان لا يجدون حرجا من الشرب منه، مما قد يعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة، وذلك في ظل غياب دور المراقبة التي من المفروض أن تلعبه السلطات المحلية، فمعايناتها لمياه البئر تأتي دائما متأخرة، بعد أن يقع الفأس في الرأس، أي بعدما يتسرب لها خبر إصابة أحد المواطنين بمرض نتيجة تلوث المياه، وكون جلب هذه المادة مرتبط بمضخة تعتمد في تشغيلها على الكهرباء (الذي تعرف انقطاعات متكررة)، فقد أدى هذا الأمر إلى تضرر السكان خاصة الفلاحين منهم، أين يتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى سقاية، وهذا الضرر لا يقتصر فقط على السكان والفلاحين، بل التجار أيضا لهم نصيب من هذه المعاناة، فالانقطاعات الكهربائية تؤدي إلى إتلاف المواد الغذائية. يستخدمون المولدات الكهربائية بسبب انقطاعات الكهرباء وتفاديا لخسائر أكثر، فقد لجأ بعض السكان إلى تركيب مولدات كهربائية بعد أن فقدوا الأمل في مؤسسة سونلغاز، المسؤول الأول عن إصلاح الأعطاب والأسلاك الكهربائية الموصولة بطريقة عشوائية بالأعمدة الكهربائية، بالإضافة إلى ظاهرة جديدة عرفتها المزرعة، مؤخرا، وهي سرقة الكوابل خاصة منها تلك التي تربط مضخة الماء بالمنازل، وحسب السكان، فقد رفعوا عدة شكاوى ورسائل لهذه المؤسسة فرع زرالدة، لكنها تنصلت من المسؤولية لتضعها على عاتق فرع بولوغين، هذه الأخيرة وعدتهم بالنظر في انشغالاتهم. أنابيب الغاز تمر فوق أراضيهم ومن جانب آخر، فانعدام غاز المدينة رغم أن أنابيب الغاز الطبيعي التي تزود "فيلات" بعض الشخصيات المعروفة والتي يرتادونها بأيام العطل فقط بحي "بالمبيتش" تمر بمحاذاة منازل سكان "مزرعة عكوش"، إلا أنه لم يتم إيصالهم بهذه المادة، فهم لايزالون يكابدون عناء ومشقة اقتناء قارورات غاز البوتان، أين يقطعون مئات الكيلومترات للوصول إلى محطات بيع القارورات، وإلا فإنهم يضطرون إلى شرائها بمبلغ أعلى من سعرها الحقيقي، من أشخاص امتهنوا بيعها في الأحياء الفقيرة، فهذه المزرعة -كما يصفها قاطنوها- لا تمت بصلة لولاية كالعاصمة فهي "خارج مجال تغطية العاصمة".