انطلقت يوم الخميس رسميا بالجزائر العاصمة فعاليات ''شهر الطفل الجزائري'' إحياء للذكرى ال17 لمصادقة الجزائر على اتفاقية حقوق الطفل والذكرى ال 20 لصدور الاتفاقية، تحت إشراف الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة السيدة سعدية نوارة جعفر. وبالمناسبة برمج نشاط متنوع تمثل على وجه الخصوص في تقديم مداخلات متخصصة حول النظرة المندمجة لحقوق الطفل، من خلال مخطط العمل الوطني للطفولة وعروض فنية وأعمال تحسيسية بأهمية ترقية هذه الحقوق. وفي كلمة افتتاحية لهذه التظاهرة نوهت السيدة جعفر بالجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية في مجال الاهتمام بحقوق الطفل والتكفل بانشغالاته، مبرزة في ذات الوقت مجمل الإنجازات التي تمت لصالح الطفولة في السنوات القليلة الماضية. وأشارت الوزيرة في هذا السياق إلى المخطط الوطني للطفولة الذي اعتمدته الحكومة في فيفري 2008 والذي يكرس رؤية وطنية مندمجة لحقوق الطفل، ضمن مقاربة تشاركية ترتقي بالجهود القطاعية إلى مستوى الفعل الوطني الموحد والمنسق. وفي سياق تطبيق هذا المخطط الوطني الذي يمتد إلى غاية 2015 تحدثت نفس المسؤولة عن إنجاز وزارتها لمخطط للاتصال لترقية حقوق الطفل 2009-2011 يهدف إلى توسيع المعرفة بحقوق الطفل ومرافقة الأسر والمهنيين كالمربين والإعلاميين خاصة من حيث التكوين والتوعية و التأهيل. ويندرج مخطط الاتصال هذا في إطار تعزيز عملية التحسيس التي شملت كذلك نشر ملف إعلامي وتنظيم معرض صور متنقل حول حقوق الطفل. ومن جهته أشاد ممثل منظمة اليونسكو بالجزائر السيد مانوال فونتان بجهود الجزائر الكبيرة في مجال ترقية حقوق الإنسان، قائلا إن الجزائر كانت من الدول الأولى التي صادقت على اتفاقية حقوق الإنسان. وبعد أن أكد بأن هذه الاتفاقية تعد الأكثر مصادقة في العالم (195 دولة)، ذكر بان الكثير من الأعمال ما زالت تنتظر القيام بها في مجال حقوق الطفل خاصة ما تعلق منها بالصحة والتغذية. واعترف في هذا السياق بأن هناك تحديات ما زالت تعيق في كثير من البلدان أهداف الألفية لسنة 2015. للإشارة فقد عرفت الانطلاقة الرسمية لهذه التظاهرة مشاركة عدد من الجمعيات التي تهتم بشؤون الطفل وكذا ممثلين عن قطاعات وزارية ومنظمات وطنية. كما كانت المناسبة فرصة لتقديم كتاب حول حقوق الطفل من إعداد الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة والذي يعد بمثابة وثيقة موحدة وأداة مرجعية تضم كافة القوانين والتشريعات الخاصة بحقوق الطفل من جهة وكذا الاتفاقيات والصكوك الإقليمية والدولية التي وقعتها الجزائر في مجال الطفولة. يذكر أن شهر الطفل الجزائري الذي تتخلله نشاطات توعوية وفنية وثقافية عبر كامل التراب الوطني، يعد مناسبة لإبراز مجمل ما تم إنجازه لصالح الطفولة ولاسيما في السنوات القليلة الماضية. وستنظم من خلال هذه التظارهة أبواب مفتوحة للتوعية بحقوق الطفل وحملة تحسيسية في مساجد الوطن حول موضوع رعاية الإسلام وتكفله بالأطفال.