تعكس بلدية الكاليتوس جنوب شرق العاصمة ضعف التخطيط لبرامج التنمية التي تعول عليها الدولة لتدارك التأخر في هذا المجال ولمسنا لدى زيارتنا الى البلدية التابعة لدائرة براقي تراكم المشاكل وثقل الملفات التي تتطلب مجالس وزارية مشتركة لحلها فالسلطات المحلية للبلدية تبقى عاجزة أمام ضعف الميزانيات ومحدودية الصلاحيات ما جعل المواطن/ بهذه المنطقة التي عانت كثيرا من ويلات الإرهاب/ يوجه النداء للسلطات العليا للبلاد لجس نبض الواقع ومتابعة المشاريع التي يجب أن تكون في مستوى جسامة المشاكل التي تثقل كاهل السكان يوميا وفي كل دقيقة. وبالرغم من ارتفاع ميزانية البلدية من 13 مليار سنتيم الى حوالي 70 مليار سنتيم السنة المنصرمة إلا أن تعدد المشاكل وتأخر التنمية جعل من الصعب تدارك الأمور، وبالرغم من ذلك تقوم السلطات المحلية التي يقودها ويشر عبد الغني كرئيس للمجلس الشعبي البلدي الذي يسعى رفقة المنتخبين المحليين إلى حل مختلف المشاكل بالوسائل المتاحة. فالبلدية التي تضم سوق الخضر والفواكه للجملة المسير من قبل ولاية الجزائر وتتواجد فوق أراضيها محطة لتكرير المحروقات وميناء جاف تبحث عن مصادر لتمويل نفسها لتعزيز المشاريع التنموية التي تحاول تجسيدها على غرار مكتبة البلدية والساحة العمومية المحاذية للبلدية التي أنشئت بطريقة ممتازة لكنها غير كافية لسكان الكاليتوس الذين ينتظرون مشاريع جوارية أكثر والقضاء على مظاهر التخلف. وتملك الكاليتوس 3 ثانويات و10 متوسطات ,34 ابتدائية في قطاع التربية بينما تفتقد لمراكز صحية متخصصة خاصة في مجال التوليد أين تضطر النساء الى الذهاب الى الحراش ومختلف مستشفيات العاصمة،ومن المشاكل التي تعانيها الكاليتوس تدهور حالة طرقاتها الفرعية وعدم استغلال بعض المحلات في بعض الأحياء السكنية حيث تتصارع مختلف الهيئات والسلطات على استغلالها والاستفادة منها ،ويبقى المواطن هو الخاسر الأكبر . الطبيعة ترفض ترييف البلدية وتعاقبها بالأوحال تعرف بلدية الكاليتوس صراعا كبيرا بين الريف والمدينة فالمنطقة المعروفة بطابعها الفلاحي منذ زمن بعيد تقاوم بشراسة محاولات تمدينها وجعلها منطقة حضرية ،وبالرغم من الانتشار الكاسح للاسمنت المسلح من خلال البناءات الفردية والعمارات إلا أن الطبيعة ترفض الاستسلام وتعاقب الكاليتوس بالأوحال فتواجدنا بالبلدية كان متزامنا مع تساقط بعض الأمطار التي حولت الأحياء الى أوحال والتي تجعل منظر الكاليتوس مقزز ويكتشف الفرد مدى ضعف التخطيط لتوسيع العاصمة التي تمت بشكل فوضوي . ويلاحظ الزائر للبلدية المعاناة الكبيرة للمواطنين خاصة الأطفال المتمدرسين بأحياء الشراعبة والرماضنية للوصول الى المدارس حيث وجدنا الكثير منهم يلبسون أحذية بلاستيكية »ليبوط«. ويتأثر الفرد كثيرا لحال الأراضي الزراعية التي فقدت هكذا دون دراسات مسبقة والباقي منها غير مستغل كما ينبغي. أكثر من 400 عائلة تعيش المأساة بالبيوت القصديرية اطلعت ڤالشعبڤ رفقة السيد علي موسى محمد نائب رئيس بلدية الكاليتوس على الظروف المأسوية لحي النخلة القصديري المتواجد قرب حي الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط والذي يضم أكثر من 200 عائلة حسب المواطنين الذي وجدناهم في حالة طوارئ جراء الأمطار التي تساقطت،حيث تجند السكان لإخراج المياه من البيوت القصديرية ونجدة بعضهم. وقال لنا السكان الذين يظهر عليهم التعب والإرهاق من جراء انعدام أدنى ظروف الحياة الكريمة من أن ظروف اجتماعية قاهرة أدت بهم الى اللجوء الى بناء بيوت قصديرية وينحدر هؤلاء الشباب من مناطق جنوب العاصمة كبراقي وبن طلحة وحتى الكاليتوس بل ومن مناطق خارج الولاية،وكشفوا لنا أنهم اتصلوا بالبلدية بعد تنظيم أنفسهم لدراسة أوضاعهم . ويغرق الحي القصديري حاليا في المياه الضحلة بينما تبقى الكهرباء التي تزود الحي القصديري بشكل فوضوي وهو ما قد يجعلها تشكل خطرا على سكان الحي وخاصة الأطفال فالشرارات الكهربائية قد تندلع في أي وقت ناهيك عن الأمراض المنتشرة والتي تهدد حياة الكبار والصغار. وما يزيد في المأساة بالأحياء القصديرية وجود المزابل الفوضوية التي يتم احراقها عشوائيا والتي تخلف وراءها كوارث بيئية خطيرة على جميع بلديات الكاليتوس رغم أن البلدية جندت كل الوسائل للقضاء على كل مظاهر الفوضى والأوساخ . وناشد سكان الأحياء القصديرية السلطات لوضع حد لمعاناتهم وتمكينهم من الاستفادة من سكنات لائقة،ويظهر على هولاء الشباب المتزوج حديثا التعب والإرهاق والتخوف من استمرار واقعهم المر الى زمن غير معروف . وبالمقابل أكد السيد علي موسى محمد النائب الأول لرئيس المجلس الشعبي البلدي للكاليتوس مكلف بالعمران والبيئة أمام قاطني الحي القصديري النخلة بان المعضلة وطنية وان المشكل أكبر من أن تمنح الدولة سكنات فالواقع يفرض مخططا وطنيا محكما لوضع حد لظاهرة انتشار البيوت القصديرية التي تخفي وراءها الكثير من التساؤلات . ومن الأحياء القصديرية المتواجدة بالكاليتوس حسب السيد علي موسى حي بلعباس والجمهورية و''كابس'' وبرواقي علي وحي ''الأكراد'' والتي تضم أكثر من 100 بيت قصديري . حي 400 شالي ينتظر الترحيل منذ 27 سنة يعتبر حي 400 شالي الذي أصبح يضم ضعف الرقم حاليا من الملفات السوداء في بلدية الكاليتوس حيث تنتظر ال 400 عائلة التي رحلت في 1982 من المدنية الى الكاليتوس لإعادة إسكانها بعد 10 سنوات لكن وبعد 27 سنة بقيت الأوضاع على ما هي عليه بل زادت تدهورا حيث تضاعف عدد الأسرة الواحدة ما جعلها تتوسع في الشاليهات،وناشد سكان الشاليهات التي تضررت كثيرا بمرور الزمن السلطات إيجاد حل لقضيتهم، واقترحوا التنازل لهم على الأراضي التي تتواجد عليها الشاليهات ومساعدتهم ماديا لبناء سكنات. وسرد لنا قاطنو الحي أن معاناتهم تزداد يوما بعد يوم في ظل تناسيهم من الجهات التي رحلتهم أول مرة ،وقد ألح علينا هولاء نقل انشغالهم الى الجهات المختصة لإيجاد حل في أسرع وقت لأنهم سئموا الانتظار. المشاريع السكنية التي استفادت منها البلدية مشاكل أكثر منها حلولا الملاحظ على المشاريع السكنية التي استفادت منها بلدية الكاليتوس على غرار حي عدل المحاذي للطريق الوطني رقم 8 أو حي 621 مسكن أو حي 160 مسكن افتقارها للمرافق اللازمة وانعدام شبه كلي للتهيئة العمرانية وهو ما جعل حياة المواطنين تتحول الى جحيم. فالتوسع السكاني الكبير الذي تعرفه الكاليتوس لم يرفق بمشاريع إضافية تستجيب للانشغالات المتزايدة للسكان وعليه فالمشاريع السكنية التي أوصلت عدد السكان المسجلين الى أكثر من 130 ألف نسمة خلقت العديد من المتاعب للتكفل بهم فقلة وسائل النقل وضيق الطرقات وتدهور التهيئة العمرانية بالبلدية مثلما وقفنا عليه عند حي مونى ،ونقص المرافق الصحية المتخصصة واكتظاظ أقسام التدريس يعكر صفو الحياة العادية. ومن المتاعب التي جلبها الاكتظاظ في البلدية قال السيدڤس.مڤ موظف لڤالشعبڤ هو انتشار الانحراف واللأمن بشكل كبير فالاعتداءات تكاد تكون يومية والأمور تسير نحو الأسوأ أما النقل فحدث و لاحرج الى جانب العديد من المشاكل الأخرى. استثمارات ضعيفة لامتصاص البطالة تعاني بلدية الكاليتوس من ضعف الاستثمارات الاقتصادية التي تقوم بامتصاص البطالة فماعدا مصنعي بلاط وفرع لحمود بوعلام وبعض الوحدات الصغيرة الخاصة في مواد التنظيف التي تشغل مئات العمال من شباب الكاليتوس يوجد الآلأف من الشباب في بطالة قاتلة ولدى حديثنا مع شابين في سنوات العشرينات قبل أن يلتحق بهم شاب آخر قرب حي 621 مسكن فقد أكدوا لنا بأن الأوضاع لا تطاق خاصة من حيث مناصب العمل فالبطالة مستفحلة ولا نجد أين نتوجه. وقال أحدهم الذي يبلغ من العمر 20 سنة عن استحالة العمل فما هو متوفر من مناصب العمل على غرار العمل كنادل في المقاهي أو قابض في الحافلات يعرضك للموت فهناك سلوكات مافيوية في المقاهي حيث قد يتعرض النادل لاعتداءات من بعض الشباب الآخر لسبب تافه كما أن العامل في قطاع النقل يتعرض للضغوطات من قبل بعض القابعين في محطات انتظار الحافلات حيث يفرضون علينا دفع مقابل وإلا.... وتنتشر بالكاليتوس صراعات خفية بين مختلف شباب الأحياء حيث تشكلت العديد من التكتلات تؤدي في بعض الأحيان الى وقوع اعتداءات. واعترف الشباب هناك بانتشار كبير لآفة المخدرات التي يرى فيها البعض الملجأ الوحيد من الفراغ القاتل وكما تحدث الشباب عن انعدام أماكن للترفيه والتسلية فالبلدية وكأنها منطقة ريفية. يعتبر النقل في الكاليتوس من المآسي الكبيرة التي يتعرض لها المواطن يوميا مع انتشار الأوحال فالذي يريد الذهاب الى العاصمة في الحافلة يستغرق ساعتين فأكثر لمسافة لا تتعدى 14 كلم ،وقد كشفت لنا الآنسة (س.ب) موظفة بان النقل من والى الكاليتوس نقطة سوداء جدا والسبب يعود الى كثرة محطات التوقف وعقلية السائقين والقابضين الذين تحولوا الى جلادين في معظم الأحيان حيث يجدون في المواطنين لقمة صائغة لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح على حساب وقتهم وانشغالاتهم وبالرغم من الشكاوى الكبيرة لمختلف المصالح يبقى واقع النقل الأكثر مأساوية خاصة في ظل التوسع السكاني الكبير . ومازاد في تعقيد وضعية النقل الميناء الجاف الواقع بمدخل بلدية الكاليتوس حيث خلق فوضى كبيرة على مستوى الطريق الوطني رقم 8 خاصة عند مدخل المدينة أو الخروج منها نحو كوريفة مرورا الى الحراش حيث يضطر الفرد الى قضاء أكثر من 40 دقيقة في زحمة السيارات ،وكشف لنا منتخبون من بلدية الكاليتوس أنهم يسعون لتغيير مقر ذلك الميناء الجاف الذي جعل مدخل المدينة أكثر من ''معبر رفح'' من حيث المعاناة الإنسانية. وما زاد في مشكلة الازدحام هو مرور الطريق الوطني رقم 8 من وسط المدينة فالمتوجهون نحو الأربعاء، تابلاط،سيدي عيسى ومنها نحو بوسعادة ومختلف أنحاء الوطن يتسببون في حركة كثيفة زادتها مشاكل مرور شاحنات الوزن الثقيل التي لا تتوقف وتتسبب في مشاكل كبيرة لأصحاب السيارات السياحية. وتحدث لنا السيد علي موسى محمد بأن هناك مشروعا لإنشاء طريق اجتنابي عن وسط المدينة سيربط الطريق مدخل المدينة بالطريق السريع الاجتنابي الجنوبي للعاصمة والذي يربط بودواو بزرالدة وسيمر عبر الكاليتوس الذي سيسمح لها بفك الاختناق عليها. التجار الرسميون والفوضويون يستولون على الأٍرصفة تتميز الكاليتوس بظاهرة خطيرة جدا تتمثل في انتشار الاستحواذ على الأرصفة المخصصة لسير الأشخاص حيث وجد التجار على طول مدخل مدينة الكاليتوس وحتى قي قلب المدينة في الأرصفة لتوسعة نشاطتهم على حساب مصالح المواطنيين. ولو كان الأمر لا يتعدى تجارة الخضر والفواكه وبعض الأمور التجارية الأخرى لكان الأمر أهون ولكن أن يستعمل الناشطون في ميكانيك السيارات والشاحنات العملاقة الأرصفة ويحرمون منها المواطن . وتتسبب أنشطة الميكانيك في تلويث الأرصفة بمختلف الزيوت والشحوم ما يزيد من تعقيد عملية السير في أوقات سقوط المطر وتجري كل هذه الخروقات دون أن تتحرك السلطات لوضع حد لهذه المشاكل. السلطات المحلية محاصرة بين محدودية الصلاحيات وضعف الموارد المالية كشف لنا مختلف المنتخبين المحليين أن حل مشاكل سكان البلديات يجب أن تبدأ من إصلاح التسيير المحلي وذلك بمنح صلاحيات أكبر وتوسيع موارد الجباية التي تعرف غموضا كبيرا حيث تحرم العديد من بلديات من موارد جبائية هامة قد تساعد على حل المشاكل اليومية للمواطن. وللإشارة فإن الكاليتوس من بلديات العاصمة التي استفادت من توظيف الإعلام الآلي في الحالة المدنية لترقية الخدمة العمومية مثلما أكده لنا السيد أوجان عبد المجيد رئيس مصلحة إعلام الآلي وأوضح لنا أن العملية تعرف تقدما ملحوظا وسنعلن للمواطنين من التقدم لمصالحنا لتسجيل المعلومات خاصة بهم وأشار الى إمكانية توسيع العملية على مستوى جميع الملاحق ثم ربطتها بالشبكة الوطنية لتمكين جميع المولودين بالكاليتوس من الاستفادة من وثائقهم في أي نقطة من الوطن دون التنقل الى الكاليتوس. وغادرنا بلدية الكاليتوس تحت وقع أذان الظهر والسكان يأملون في غد أفضل....وخلاصة القول أن المصالحة الوطنية التي صادق عليها. ------------------------------------------------------------------------