في فترة الركود التي تمر على الأمم تختلط في حساباتها المقاييس فيقدم ماحقه التأخير ويؤخر الأولى بالتقديم، وقس هذا الشأن على تعاملها مع إشكالات الحياة وما يعترض سبيلها من هزات ونكبات، أو ما يقابل ذلك من الفوز والانتصارات، فإنك لواجد أن حكمها على كل من المتناقضين تناقض في حد ذاته. وما أعجبني مؤخرا ما كتبه أحدهم من أننا أمة نحارب في اللعب ونلعب في الحروب، وكم يكون منهج الإسقاط بينا حين تعمد إلى تجارب الحياة التي اختصرها ذلكم الكاتب في هذه المقولة الرائعة ، وتسقطها على ما يقع من الإخوة في الضفة الشرقية الذين أقاموها حربا ثالثة، وربما كانوا يودون عولمتها، حتى يتألب الكل على الجزائر، تألب الأوربيين زمانا على تركة الرجل المريض. وانظر إلى الجد هنا، وأجهزة الكذب التي كانت تعمل عملها من الدعاية والتضليل، لما مرغتنا إسرائيل في التراب في نكسة حزيران ,1967 هذه الأجهزة التي كانت تزعم أن إسرائيل ما فعلت شيئا يذكر، وأننا نحن الذين فعلنا وسنفعل، وسرعان ما انكشف الكذب والتضليل، وقيل الأباطيل. ثم إن الأكيد هو أن السحابة السوداوية من شتم وهمز ولمز والتي شنتها نفس تلك الأجهزة ستنقشع عما قليل، وأن الهستيريا وفوبيا الخوف التي نسجوها حول الجزائريين ستذوب ، لكن من سيرد اتهامات بالجملة طالت -ظلما وبهتانا- بلد الشهداء والعلماء منذ عقبة بن نافع إلى الأمير وابن باديس وبن مهيدي وعميروش؟.