استخلاص الدروس من الوقائع التي تحدث بين البشر ديدن العقلاء، وكم من مفاسد وجرائم تحدث في المجتمعات سببها الأساس غياب الحوار واستهجان مالك الزمام للأتباع من حوله، وتأمل كيف هدمت بيوت وشرد أبناء لأن قنوات الحوار كانت مسدودة بين الحاكم والمحكوم على (...)
يتضح من خلال دراسة سياقات المجتمعات والأفراد أن المرء لا يخالف طبيعته التي شب وكبر عليها، وأن الخلائق التي تعودها المرء سنين عددا يندر وقد يستحيل أن يتصرف المرء بخلافها بعد انحناء الظهر، ويستوي في هذا الفعل القبيح والتصرف المليح، وقديما ضج أحد (...)
مما رسخ في الأذهان وعلمه الكثير من تاريخ أمة العرب أنهم أبناء الأرض، وأنهم قلما يخضعون لسلطان إلا سلطان الدين أو العدل المقدر للذات، ولا غرو في ذلك إذ أن الطبيعة لها جزء بارز في تكوين الشخصية الإنسانية وطبع الناس بطابعها، والمثال على ذلك بارز للعيان (...)
الأحداث المتسارعة التي ولدت من رحم الأحداث الأخيرة تركت كثيرا من المحللين يضربون أخماسا في أسداس، ويفاجؤون للهبة التي انتفض من خلالها التونسيون، ليتركوا فرعونا صغيرا من فراعنة العصر ينجو برأسه، هو نموذج حكام استنكفوا أن يتسمعوا أنين المدقعين من (...)
ما كان منبعثه القلب وصل القلب حتما، كيف لا ونحن نعيش على صدى كلمات رقَمها كاتبوها بنفَس صادق وروح حرَّى، ومزجوا المداد المسوِّد للصفحات بدم كان هو العنصر الأغلى والأقنى، والغالي النفيس، وليطالع من شك إحياء الغزالي، أو مكتوبات السرهندي، أو مثنويات (...)
حق للجزائر أن تبتهج نظير ما وصلت إليه الحال لدى الجنس اللطيف-المتمرد-، الذي ما اكتفى بممارسة المعهود مما أعرف وتعرفون إلى محاولة السطو المسلح واستخلاف ''كارلوس'' في مهماته التي يذهب البعض إلى مدحها ويذهب الكثير إلى وصمها باللاإنسانية. ومكمن الابتهاج (...)
يزعم العقلاء كلهم، والناس إلا من رفع عنهم القلم أن سر النجاح هو التكاثف في الجهود وعدم اازدراء جهد هامشي قد يكون له أفضل المردود، ومما يروى عندنا أن الفرقة قسيم النار، وأن الاتحاد جنة يستظل تحت ظلالها الذين سلمت منهم القلوب، ونفي عنها زغل الصدور. قد (...)
مما لاحظه القاصي والداني ظاهرة إقبال الجزائريين غير المعهودة على معرض الكتاب الدولي الخامس عشر إقبالا لا يضاهيه إلا إقبال الجم الغفير على اقتناء كبش العيد أو السكر والزيت حين يحتكر سلعتها أصحاب الشكارة. ولعمري إنها لمن إحدى أجلى صور فهم الجزئريين (...)
يبدو أن بعدنا عن تمثيل قيم الديمقراطية بعيد المنال بعد الأرض عن السماء، ولا أقول بعد المشرقين وبعد المغربين، لأن البعد الأخير تستحيل فيه اللقيا أما الأول ففيه إمكانية ذلك لكن بعد لأي وجهد، وهذا الحال الذي ينطبق على بعض البلاد في طول الكرة الأرضية (...)
هي التفاتة طيبة أن تولى ثقافة الكتاب لدينا أهمية معتبرة، ذلك أن سبيل زيادة الوعي واتساع المدارك والأفق ليس له من سبيل غير زيادة المطالعة والقراءة لكل ما هو متاح من المطبوع. ولو تأملنا قليلا فيما مضى من شأن التعصب والإرهاب الأعمى لتبين أن جزءا معتبرا (...)
هما جناحان يسهمان في بناء المجتمع والطيران به نحو آفاق رحبة، والعهد المعرووف أن التساوق والانسجام بين الجانبين ضروري لاستكمال مسير الحياة، فلا مدعاة لاستغوال طرف على آخر أو طغيان الرجل على المرأة والعكس صحيح، وإن كان الذي يقف الغراب على شاربه هو (...)
مسؤول بالامم المتحدة يزعم ان قرار اسرائيل السماح ببناء 238 وحدة سكنية جديدة، ينتهك القانون الدولي ويتعارض مع الجهود التي تبذلها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا لتسوية النزاع في الشرق الاوسط. والحمد لله أن أهل الكهف استفاقوا (...)
تقوم أبسط قواعد المعاملات بين الأفراد بعضهم البعض على التحمل وقبول الطرف الآخر إذا كان ذلكم الآخر مما حتمته الأقدار على العيش معك، وجمعته جغرافيا الزمن والمكان لتصبح على مرآه، وتمسي على محياه الذي قد يكون وسيما وقد يكون دون قبح الجاحظ، والحقيقة أن (...)
علمونا ما أوصلنا إليه الزمن الآن من تدبيج صحيح الكلم، ونظم المأثور من الحكم، وكانوا نعم الصابريين على رعونتنا وقلة وعينا وضيق عطن الجم الكثير من أبجديات العلوم والمعارف، وحفظونا الأسماء التي عُلمها آدم، فليس بالميسور أن يُنكر فضلهم أو أن يُجحد حقهم. (...)
كثيرة هي التحولات التي يشهدها العالم المعاصر، قد تكون جهة الإيجاب وقد تكون جهة السلب، ولا ضير من وجود تصحيح أو نقد لتلكم التحولات طالما أنها لا تحمل تشفيا أو إزراء وقدحا ، أو حتى إعجابا بما لدينا من مواريث قيمية وأخلاقية هي أثمن ماقد يطلع عليه (...)
لحظات تمر بأمة من الأمم هي في تقدير الزمن سنوات معدودات، لكنها في تاريخ الحضارات نقاط فاصلة بين زمنين وجيلين، ومثلما تمر بالفرد لحظات من التألق الفكري المتوهج الذي يستطيع به ومن خلاله وصول أعلى الدرجات، فكذلك هي أعمار تمر بنهر الزمن لشعب من الشعوب (...)
قليل أولئك الذين تبقى فيهم جذوة الخير متقدة، وبوصلة معرفة المعروف وإنكار المنكر سليمة لم تصب بأوضار المادية العفنة ، ولم تمس بضباب المصالح النتنة، لتتجنب النهج المسنون من طرف أمريكا وبئس السنن الذي سنته للغلابى، أن ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم (...)
قدم راسخة للقوم في بناء أسس الديمقراطية والعدالة، التي تأبى أن يداس على حق مخلوق من أولاد بلاد الجن والملائكة، حتى ولو كان المهان من يعيش في الأطراف، إلا إذا كان هؤلاء الساكنون في الأطراف من ذوي السحنة السمراء المنتسبة لأبناء يعرب. ولا أدري كيف (...)
يعد الفكر الأداة الفعالة لاستنهاض الأمم أو تخديرها، ورب فكرة أحيت أمة، ومقابلها فكرة أماتتها ورجعت بها القهقرى سنين وعقودا إلى الوراء، ولا عجب في تصنيف فيلسوف الحضارة الجزائري الأفكار إلى أفكار حية وأفكار ميتة وأفكار قاتلة. وتذكرت ماورثناه في تراثنا (...)
مثير وجميل أن يلتفت إلى فئة المثقفين والمتعلمين المتنورين، فيقدموا بعد تأخير، ويكرمون بعد ذلة وهوان لازاماهم من عصر الجاحظ ، الذي كان ''الغاشي'' يتندر فيه على معلمي القرآن، والذي عزم فيه أديب العربية حينها على إحياء ماهم به ذات يوم بتأليف كتاب في (...)
يكاد يخرج من ''أجنابه'' إزاء الاستطلاعات التي تؤكد أنه مسلم، وهم يزعمو أنه يغالط الغاشي بذهابه إلى الكنيسة لأداء طقوس الكثلثة، والجري وراء الوهم والسراب الخادع ضلال وهدر لأنفس ماأتيح للمرء. وفي غفلة الأمم وسباتها ونومها وكسلها يكثر تعلقها بمواعيد (...)
لا تدري إلى متى سنظل نحسن صناعة الموت بامتياز، وإلى متى تظل الآلات الفتاكة التي شارك في صنعها أدمغة عربية تحصد مزيد الدمار، وتجر ويلات وويلات، لا يمحوها الجديدان، ولا يطيق مزيدا منها ومن رؤيتها الجن والإنسان. وإلى متى تظل بطون الأرض تستقبل وافديها (...)
من عجائب الزمن وطوائحه التي تعمي وتصم أن يلزق بك من لا تود شم ريحه فضلا عن رؤيته، نظير الثقلاء الذين كانوا كأنهم جالسون على القلب، والذين قال عن أحدهم الشافعي يوما ''رأيت ثقيلا مرة فأغمي علي'' ، مثل هؤلاء الناس الذين ابتعدت عن مودتهم القلوب لسوء خلق (...)
شهدت تواريخ الأمم محطات تبدو في مرآة العين هينة لكنها ولدت كل عجيبة، وساهمت في نقلها من حال إلى حال ماكانت تعتقد قبلها أن الأيام ستتمخض عما تمخضت عنه، من مثل تلك الهبة التي توافق فيها رجال وفتية آمنوا بربهم ووطنهم الذي رزح تحت استغلال واستدمار فرنسا (...)
تحت يافطة من أجل دعم التعبير بحرية عن إرادة السكان، غدا التدخل في شؤون القوم الداخلية ذريعة لشرطي العالم حتى يتمكن من الرقاب، ويغدو الوصول إلى تحقيق المآرب التي استعصت مع محور الشر ميسورة مع محور الخير. ولا تدري ماهي التابعة التي نيطت بدول العالم (...)