طلبت إسبانيا من مالي إشراكها في عمليات البحث عن عناصر إرهابية يحتمل أن تلجأ إلى الحدود المالية خاصة محاولة العبور إلى الأراضي المالية للمختطفين للرعايا الإسبانيين الثلاث. وقال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في حديث للصحفيين ''إن بلاده طلبت إشراك مالي في عمليات البحث بهدف منع نقل المختطفين إلى أراضيها''. وأكد وزير الخارجية الإسباني، إنه اتصل بالمسؤولين في موريتانيا ومالي، واتفق معهم على تعزيز التعاون بينهم لتحديد مكان المفقودين، كما وافقت نواقشوط على قيام مدريد بإرسال طائرات للمشاركة في عمليات البحث. وكانت وزارة الداخلية الإسبانية رجحت في وقت سابق أن يكون تنظيم ما يسمى بقاعدة المغرب مسؤولا عن اختطاف الإسبان الثلاثة مساء الأحد علي الطريق الرئيسي بين نواقشوط ونواذيبو. وقال ألفريدو بيريث روبالكابا، في حديث للصحفيين بالعاصمة البلجيكية بروكسل ''كل المؤشرات تدل على أن القاعدة مسؤولة عن الاختطاف.. لسنا متأكدين من ذلك بشكل قاطع لكننا نشعر بالقلق حيال احتمال أن تكون العملية من تنفيذ متشددين إسلاميين''. وفي تداعيات هذه القضية رفضت سلطات نواقشوط في اللحظات الأخيرة عرضا قدمته إسبانيا بمشاركة قوات من الحرس المدني مزودة بمروحيات مراقبة لتعقب خاطفي الرهائن الإسبان. واستنادا إلى ما نقلته صحيفة ''الباييس'' أمس على موقعها فقد رفضت موريتانيا بشكل مفاجئ مشاركة القوات الإسبانية التي تتواجد منذ مدة على التراب الموريتاني لغرض مكافحة الهجرة السرية وتتوفر على مروحيات وأجهزة مراقبة متطورة. ولم تورد الصحيفة خلفيات ما قالت إنه رفض للجانب الموريتاني للعرض الذي أعلن عنه وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس من ''أستوريل'' بالبرتغال حيث كان يشارك في القمة الإيبرو-أمريكية التاسعة عشرة. ويوجد ما يناهز 30 عنصرا من الحرس المدني الإسباني على الأراضي الموريتانية يتوفرون على مروحية وطائرة مراقبة وسفينة. واختطف أمس الأحد ثلاثة متطوعي إغاثة إسبان على بعد 170 كيلومتر من نواقشوط بينما كانوا يشاركون في قافلة إغاثية توزع تجهيزات فنية ولوجستية على بلديات ومرافق عامة في موريتانيا. والمختطفون الثلاثة هم آلبرت بيلالتا وروكي باسكوال، وهما رجلا أعمال، فضلا عن آليثيا غاميث الموظفة في قطاع العدالة. إلى ذلك طالبت الخارجية الإسبانية رعاياها في موريتانيا بتوخي الحذر محذرة من التنقل فيما اعتبرتها مناطق خطرة من موريتانيا. ووفق توجيهات نشرت أمس على موقع الخارجية الإسبانية تناقلتها وسائل إعلام محلية ''فإن مناطق الشرق والشمال الشرقي من موريتانيا ما بين ولاته وتيشيت ووادان وازويرات والحدود مع الجزائر ''مناطق يجب تجنبها تماما'' بالنسبة للرعايا الإسبان.