حيا أول أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الهبة الشعبية التي قادها مناصرو المنتخب الوطني خلال مباراتيه مع نظيره المصري خلال التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا، مضيفا أنهم سموا بأنفسهم إلى الأعلى، وترفعوا عن كل ما لا يتماشى مع مجدهم وعزة نفوسهم الأبية. وقال بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال ندوة بعين تيموشنت تمحورت حول مظاهرات 11 ديسمبر التاريخية، وقرأها نيابة عنه مستشاره محمد علي بوغازي، إن هذه المظاهرات تعد ''تعبيرا صارخا لإرادة شعب هب ليسطر ملحمة شعبية أزاحت بجرأتها وبوعيها وباصطفافها خلف طلائعها المقاتلة ما بقي من أقنعة مزيفة للاحتلال''، مضيفا أن الشعب الجزائري ''فرض على غلاة الاحتلال إرادته في انتزاع حريته واسترجاع سيادته ولم يفل التعنت والإرهاب ودعم الحلف الأطلسي وآلته العسكرية والإعلامية عبر العالم في إرادته واستماتته في ثورته التي بلغ صداها كل أرجاء العالم''. وأردف رئيس الجمهورية بالقول ''إن هذا اليوم الخالد الذي نتذكر فيه تلك الهبة العظيمة لشعبنا في وجه الطغاة المحتلين سيظل لا محالة إلى جانب كافة المواعيد الكبرى في تاريخنا المجيد معينا لا ينضب نستلهم منه القيم والوحدة والتآزر والصبر وفي التحدي والنصر''، مبينا أن من ميزات الشعب الجزائري الثابتة ''التفافه قلبا وقالبا حول قضاياه المصيرية والتحامه كرجل واحد بإرادة صلبة من أجل الدفاع عن وحدته الشعبية والترابية والمنافحة عن قيمه ورموزه وتشبثه بمثله السامية''، وأنه ''لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب''. وحرص بوتفليقة وهو يستحضر ذكرى 11 ديسمبر 1960 على أن يشير إلى أن الشعب الجزائري ''يصنع اليوم من خلال شبابه نهضة الوطن في الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات والمصانع، ويبني مفاخر الجزائر في المنابر الدولية من خلال نجاحاته مؤخرا في الاستحقاقات الأدبية والفكرية والرياضية''، مشيدا في الوقت ذاته برفع الجزائريين لرايتهم الوطنية والتفافهم حولها خلال مباريات منتخبه الوطني لكرة القدم، وكذا على تمسكهم بالترفع عن كل من حاول الإساءة إليهم . وفي هذا السياق قال رئيس الجمهورية ''لقد استنهض مرة أخرى شبابنا الذي رفع الأعلام بالملايين عبر المدن والقرى تيمنا برمزية هذه الراية التي استشهد في سبيلها مليون ونصف المليون من خيرة بنات وأبناء أمتنا أن يسموا بأنفسهم إلى الأعلى، وأن تتعلق هممهم بما هو أعلى في مواجهة التحديات في القضايا الكبرى وفي مسيرة بناء تنمية اقتصادهم ورقي مجتمعهم وحماية قيمهم والترفع عن كل ما لا يتماشى ومجدهم التليد وعزة نفوسهم الأبية''. وأوضح بوتفليقة أن ''وحدتنا هي محور المرتكزات الأخرى التي يجب أن نتمثلها دائما للحفاظ على مكاسبنا المعنوية والمادية وللمضي قدما بعقلانية ومسؤولية في مسيرتنا التنموية والحضارية لاستدراك وتجاوز قرون من التخلف التي فرضها علينا الاحتلال''، مبينا أن الجزائر قد قدمت للبشرية ''رموزا وإبداعات ومآثر في مجالات العلم والأدب وغيرها من المجالات التي يتنافس فيها المتنافسون''.