خرج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن صمته بخصوص الأزمة الآخذة في التصاعد بين الجزائر ومصر سبب المباراة التي تأهل فيها المنتخب الجزائري إلى المونديال، حيث دعا الجزائريين إلى الترفع عن الحملة الإعلامية المصرية المسعورة ضد الجزائر، كما ثمن التفاف الشعبي حول العلم الوطني، وقضاياه المصيرية. حملت رسالة الرئيس بوتفليقة للمشاركين في أشغال الندوة التي احتضنتها ولاية عين تيموشنت أمس الأول حول الذكرى 49 لمظاهرات 11ديسمبر إشارات واضحة إلى حملة الكراهية والحقد التي جند لها الإعلام المصري سياسيين ومثقفين وفنانين للتحامل الهمجي وكيل التهم ضد كل ما يرمز على الجزائر وتداعياته على العلاقات الثنائية، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع مرت على تطاول المصريون على العلم الوطني ورموز الثورة المجيدة، دعا رئيس الجمهورية الجزائريين لعدم النزول إلى مستوى الرد على الاتهامات المصرية ضد الجزائر، حيث قال الرئيس بوتفليقة في رسالته التي قرأها مستشاره في رئاسة محمد علي بوغازي، » مرة أخرى شبابنا الذي رفع الإعلام بالملايين عبر المدن والقرى تيمنا برمزية هذه الراية التي أستشهد في سبيلها مليون ونصف المليون من خيرة بنات وأبناء أمتنا أن يسموا بأنفسهم إلى الأعلى وأن تتعلق هممهم بما هو أعلى في مواجهة التحديات في القضايا الكبرى وفي مسيرة بناء تنمية اقتصادهم ورقي مجتمعهم وحماية قيمهم والترفع عن كل ما لا يتماشى ومجدهم التليد وعزة نفوسهم الأبية«. وأبدى رئيس الجمهورية ارتياحه لرد فعل الشعب الجزائري والشباب على وجه الخصوص وعدم انصياعه وراء حملة التجريح والكراهية التي شنها الإعلام المصري ضد الجزائر، وما لقيه إقدامهم على حرق العلم الجزائري وتطاولهم على الشهداء الأبرار من غضب واستنكار من طرف الشارع الجزائري، حيث ذكر رئيس الجمهورية »أن هذا اليوم الخالد – في إشارة منه إلى ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1360 - الذي نتذكر فيه تلك الهبة العظيمة لشعبنا في وجه الطغاة المحتلين سيظل لا محالة إلى جانب كافة المواعيد الكبرى في تاريخنا المجيد معينا لا ينضب نستلهم منه القيم والوحدة والتآزر والصبر وفي التحدي والنصر« مضيفا، »بأن من ميزات شعبنا الثابتة في التاريخ التفافه قلبا وقالبا حول قضاياه المصيرية والتحامه كرجل واحد بإرادة صلبة من أجل الدفاع عن وحدته الشعبية والترابية والمنافحة عن قيمه ورموزه وتشبثه بمثله السامية«. ولمح رئيس الجمهورية حين قال أن الشعب الجزائري »لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب وهي شمائل وفضائل توارثها جيلا بعد جيل وكانت دائما حصنه الحصين في مقاومته للغزاة والمحتلين عبر التاريخ «، إلى موقف الشعب الجزائري أمام الحملة المصرية المتواصلة ضده والتفافه ووقوفه كرجل واحد أمام هذه الهجمة المصرية الشرسة ضد كل ما يرمز على الجزائر، حيث تابع ضمن نفس السياق بالقول »ليس بعزيز على شعبنا الذي يمتلك مؤهلات حباه الله بها في وطنه الغني بالثروات المختلفة وبطاقة شبانية برهن بها في الملمات عبر العصور أنه عصي على الإذلال مجبول على المقاومة وعلى الصمود بكافة مقدراته وسجل علامات فارقة في التاريخ الوطني والإنساني«. ولم يغفل رئيس الجمهورية في كلمته الإشادة بالإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني بفوزه على نظيره المصري وافتكاكه تأشيرة التأهل للمونديال في إنجاز كروي خالد، حيث قال »يصنع اليوم من خلال شبابه نهضة الوطن في الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات والمصانع، ويبني مفاخر الجزائر في المنابر الدولية من خلال نجاحاته مؤخرا في الاستحقاقات الأدبية والفكرية والرياضية«.