بوتفليقة يدعو إلى تجاهل استفزازات المصريين بعد صمت رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بخصوص الأزمة الحاصلة بين الجزائر ومصر منذ 18 نوفمبر الماضي بسبب المباراة والتي تأهل فيها المنتخب الجزائري لمونديال 2010، دعا بوتفليقة الشباب بشكل ضمني إلى الترفع عن الشتائم التي كان عرضة لها من طرف المصريين، مشيدا في ذات الوقت بالتفاف الجزائريين حول العلم الوطني. جاء ذلك في الرسالة التي قرأها نيابة عنه محمد علي بوغازي، مستشار برئاسة الجمهورية، على مسامع المشاركين في ندوة بعين تيموشنت، تناولت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 حملت إشارات كثيرة إلى الحدث الكروي البارز الذي جمع بين مصر والجزائر الشهرالماضي وتداعياته على العلاقات الثنائية، قائلا : "مرة أخرى شبابنا الذي رفع الإعلام بالملايين عبر المدن والقرى تيمنا برمزية هذه الراية التي استشهد في سبيلها مليون ونصف المليون من خيرة بنات وأبناء أمتنا، عليهم أن يسموا بأنفسهم إلى الأعلى وأن تتعلق هممهم بما هو أعلى في مواجهة التحديات في القضايا الكبرى وفي مسيرة بناء تنمية اقتصادهم ورقي مجتمعهم وحماية قيمهم والترفع عن كل ما لا يتماشى ومجدهم التليد وعزة نفوسهم الأبية". وأضاف رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للمشاركين في أشغال الندوة التي تتمحور حول هذا الحدث التاريخي، وقرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، أن الشعب الجزائري "فرض على غلاة الاحتلال إرادته في انتزاع حريته واسترجاع سيادته ولم يفل التعنت والإرهاب ودعم الحلف الأطلسي وآلته العسكرية والإعلامية عبر العالم في إرادته واستماتته في ثورته التي بلغ صداها كل أرجاء العالم". وأوضح رئيس الدولة أن "الثورة الجزائرية "قطعت بشعبيتها وعدالتها في ساحة الوغى وفي المحافل الدولية كل السبل على المشككين والواهمين فغدا بذلك القاصي والداني على يقين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من أن النصر للشعب الجزائري آت لا محالة". مضيفا أن هذا اليوم الخالد "الذي نتذكر فيه تلك الهبّة العظيمة لشعبنا في وجه الطغاة المحتلين سيظل لا محالة إلى جانب كافة المواعيد الكبرى في تاريخنا المجيد معينا نستلهم منه القيم والوحدة والتآزر والصبر وفي التحدي والنصر". وذكر رئيس الجمهورية بأن من "ميزات شعبنا الثابتة" في التاريخ "التفافه قلبا وقالبا حول قضاياه المصيرية والتحامه كرجل واحد بإرادة صلبة من أجل الدفاع عن وحدته الشعبية والترابية والمنافحة عن قيمه ورموزه وتشبثه بمثله السامية". وأكد في هذا السياق أنه بذلك "لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب". وبعد أن أوضح الرئيس بوتفليقة أن الشعب الجزائري الذي هب في مثل هذا اليوم منذ 49 عاما في وجه المحتل الجاثم على قلب الوطن منذ أكثر من قرن ونصف والذي عمل كل ما في وسعه ليمحو من ذاكرة التاريخ حقيقة أمة ضاربة بأصالتها في جذور القدم أكد أن هذا "اليوم المبارك جاء من أيام الثورة ليرفع تحديا آخر بعد التحدي الفاصل لنوفمبر 1954 وما تلاه من مواقف أربكت المحتل ودولته وفككت نسقه لتهوي عروشه جمهورية بعد أخرى". وأبرز رئيس الجمهورية أن "وحدتنا هي محور المرتكزات الأخرى التي يجب أن نتمثلها دائما للحفاظ على مكاسبنا المعنوية والمادية وللمضي قدما بعقلانية ومسؤولية في مسيرتنا التنموية والحضارية لاستدراك وتجاوز قرون من التخلف التي فرضها علينا الاحتلال".