مفارقة عجيبة أن يتسلم الرئيس الأمريكي الأقرب في لون بشرته منا جائزة نوبل للسلام في ذكرى ميثاق حقوق الإنسان العالمي، المتزامنة أيضا مع ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر ,1960 والتي خرج فيها الشعب الجزائري ليجدد من خلالها عهده مع المقاومة والممانعة. كم كان الأمر سخيفا والرئيس أوباما يتسلم جائزته للسلام على أشلاء حقوق الإنسان المنكوحة من قبل فرنسا الاستعمارية ومن ورائها الحلف الأطلسي قبل أكثر من أربعة عقود. ونفس الحقوق تنكح بل تغتصب جهارا نهارا في العراق وأفغانستان وفلسطين والصحراء الغربية، والتي يحاول القوم الناكحون إخفاءها في ابتسامات مصطنعة تخفي لؤما وتعديا فاحشين على أبسط الحقوق الإنسانية، وتكشف في مشهد فضائحي ازدواجية المعايير الغربية، وفرض هيمنة الرجل الأبيض ولو بلون بشرة أقرب إلى ألوان الضفة الجنوبية من العالم دون مراعاة حتى للحقوق الحيوانية الطبيعية، إذ يكفي مع اعتذاراتي وأسفي الشديدين- شعوبا مضطهدة ومحتلة من قبل مانحي ومتسلمي جوائز نوبل للسلام عيشة كعيشة ''كلاب'' ''بريجيت باردو''، وزوجتي الرئيس الأمريكي والفرنسي السابقين ''لورا'' و''بيرناديت'' على التوالي. وإن كان على قول الشاعر التونسي الشابي مؤكدا استجابة القدر لقوانين القدر والمقاومة والممانعة والنضال، فإن غرس هذه القيم والعمل على نشرها لا يغني عن اتباع كل السبل المتاحة في سبيل ذلك. ولمن أراد التأكد فما عليه إلا الوقوف بتمعن وإجلال أمام اللاعب عنتر يحيى وهو يبدي انطباعه بعد تسجيل هدف تأهل الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا على حساب المنتخب المصري مهديا الهدف والفوز والتأهل إلى أرواح مليون ونصف مليون شهيد، وفي ذلك غنية.