ينتظر الشارع العربي مصالحة حقيقية تجمع الشقيقين الجزائري والمصري على كافة المستويات الرياضية والإعلامية والشعبية والفنية من خلال المباراة التي تجمع المنتخبين غدا في بانغيلا ضمن الدور نصف النهائي من بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم تسعون دقيقة قادرة على فعل الكثير ويدرك الجمهور أن تسعين دقيقة كفيلة برأب الصدع الحاصل في العلاقة بين الطرفين على خلفية المواجهات الثلاث الأخيرة بينهما في تصفيات كأس العالم "جنوب أفريقيا 2010" وما تبعها من أحداث شغب في القاهرة خلفت وراءها عداء غير مسبوقاً بين الشعبين امتد ليشمل الجمهور العربي المنقسم بين مصر والجزائر. الجزائر تأهلت إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها بعد رحلة عصيبة بدأت بتعرض حافلة منتخبها إلى هجوم بالحجارة لدى وصولها إلى القاهرة لخوض مباراة الإياب وتعرض عدد من اللاعبين إلى الإصابة ونزف الدماء كما طرأت اشتباكات بين الجماهير المصرية والجزائرية بعد اللقاء مباشرة، وفي المقابل تعرضت ممتلكات مصرية داخل الجزائر. ويرى المراقبون أن هذه الأحداث المريرة جرفت معها الروح الرياضية وفرضت الكراهية بين الشعبين حتى أنها تحولت مع مرور الوقت إلى أحقاد لن تدفن في حال توفر العقلاء الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إعادة المياه لمجاريها الطبيعية وتضميد جرح الماضي لاستعادة العافية الرياضية بعيداً عن التهويل. وفي الوقت الذي يلعب فيه إعلاميون دوراً سلبياً في إشعال فتيل الأزمة بين المنتخبين والجمهورين تطفو على السطح أصواتاً تنادي بالتهدئة وضرورة لم الشمل وإعلان مباراة بانغيلا موعداً للصلح المصري – الجزائري، وعلى قنوات الفتنة التي تدعمها إسرائيل قطع حبالها الصوتية والتوقف عن خلق الأكاذيب وتمويه الحقائق والتي ضاعفت من الشرخ الموجود بين الشعبين، خاصة بعد شتمها للمقومات الوطنية الجزائرية وشتم الشهداء والرئيس بوتفليقة، خاصة وأنها لم تستطع هظم هزيمتها الإعلامية التي لحقتها بها وسائل الإعلام الجزائرية من صحف مكتوبة وصحف إلكترونية، إلى جانب ذلك عدم الرد من طرف التلفزيون الجزائري والإذاعة على سفهاء الإعلام المصريين اقتداء بالمثل الشعبي الذي يقول "السكوت عن الأحمق جوابه" أو المثل القائل "القافلة تسير والكلاب تنبح". "" وحسب أصداء الجماهير العربية التي رصتها مختلف وسائل الإعلام العربية فإن الجميع يطمح إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين لمشاهدة مباراة عربية قمة في الفنيات والمتعة قلما تتاح الفرصة لتكرارها بين فترات وجيزة. ليت المباراة تخرج بوجه مشرف للكرة العربية وتعلن عن مصالحة خصوصاً بعد تصريح رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر الذي أكد استعداده لتحقيق التقارب بين الفريقين"، وهذا بعد أن أفرط في ردود أفعاله بعد خسارة منتخبه بطاقة التأهل إلى المونديال، والذي قاد حملة إعلامية شرسة ضد المنتخب الجزائري قبل أن يخسر المعركة أمام الفيفا بعد تقديمه ملفا فارغا. وكان زاهر قد ناشد وسائل الإعلام بالتروي في التعامل مع الحدث وعدم التطرق إلى أشياء مضت، مشددا على ضرورة مضي مباراة منتخب بلاده أمام الجزائر في إطار عربي أخوي.