مرت سنة 2009 حاملة معها تطورات وتغيرات في مجال الصحة، تدعمت خلالها اختصاصات معينة بتقنيات وتجهيزات جديدة يعتبر البعض منه الأول من نوعه على مستوى الوطن، وحملت في سياقها مجالا أوسع لتدريب الأطباء الأخصائيين والعموميين على التعامل بدقة مع آخر الاستحداثات في الطرق والأساليب العلاجية والأدوية الجديدة في مختلف الاختصاصات التي تعتبر مكسبا هاما لهذه السنة كتقنيات علاج سرطان عنق الرحم ، ووسائل منع الحمل الجديدة، والأدوية الجديدة لكل من مرضى الكلى والسرطان والسكري، وصولا إلى غاية افتتاح مراكز جديدة للتبرع بالدم وعلاج الإدمان على المخدرات ومراكز الإنجاب الاصطناعي وغيرها من الإنجازات التي تسمح بتقييم السنة من ناحية التقنية في الصحة بالباعثة على الأمل لأن تحمل السنة القادمة في طياتها ما هو أحسن منها بكثير. شكلت الفترة الممتدة من مارس إلى جوان2009 ذروة نشاطات الجمعيات العلمية الطبية أين كشفت خلالها عن آخر التقنيات والأدوية التي تدعمت بها الساحة الطبية بالجزائر، فتميزت هذه الفترة بالإعلانات المتتالية عن شروع تخصصات دقيقة وحرجة في مجال الجراحة في استعمال تقنيات لم يمض على العمل بها في بقية دول العالم سوى سنوات قليلة، تلقى فيها مجموعة من الخبراء تكوينا دقيقا واكبه استقدام وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لجميع التجهيزات لتوفير ظروف العمل الملائمة لتطبيقهم تلك التقنيات. الأدوية الحديثة ..حديث السنة ''الهرسبتين''، ''أفستين''، ''سيرازات''، ''هربرت بروت- ب''، ''الميرسيرا'' وغيرها من الأدوية التي تعزز بها الحقل الصيدلاني الجزائري هذه السنة، أعطت الأمل من جديد لمرضى سرطان الثدي وعنق الرحم، السكري، القصور الكلوي وغيرهم ، وكانت الجمعيات العملية تخصص الأيام الختامية من مؤتمراتها لإزاحة الستار عن هذه الاكتشافات الجديدة، وتبشير الأطباء باستقدام الجزائر لها بعد تلقي مجموعة من الأخصائيين دروسا تدريبية على استعمالها، فكان الإعلان عن تقنية العلاج المصوب لصالح مرضى السرطان خاصة وعلاجي ''الهرسبتين'' و''أفستين'' مع نهاية السنة اللذين يقللان إلى أكبر قدر ممكن من الآثار الجانبية وغير المرغوبة للعلاج الكيميائي، في حين كشف الأطباء على ''سيرازات'' المولود الجديد في سوق موانع الحمل والذي يساعد الأسر الجزائرية في عملية تحديد النسل دون تعريض صحة الأم لمخاطر الإصابة بسرطاني الثدي وعنق الرحم، بالإضافة إلى استخدام تقنية مابين الرحم المعتمدة على ''الميرينا''، حسب ما أكده البوفيسور بوزكريني رئيس الجمعية الجزائرية للإنجاب وموانع الحمل ، حيث ستساهم في تطبيق سياسية الحكومة في الصحة النسائية والإنجابية بفعالية أكثر. كما تم الإعلان بحر هذه السنة عن دواء ''الميرسيرا'' الخاص بعلاج فقر الدم لدى مرضى القصور الكلوي، فغالبية مرضى الفشل الكلوي معرضون للإصابة بفقر الدم منذ المراحل الأولى لمرضهم، ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يصل الفشل الكلوي إلى مراحل متقدمة، فعملية غسيل الكلى حسب ما يؤكده أخصائيو أمراض الكلى أحدثت ثورة كبيرة ونقلة في التكفل بمرضى القصور الكلوي وعرفت تطورا مهما منذ ظهورها إلى غاية اليوم، إلا أنه ومع كل ذلك لا زال مشكل تعرض هؤلاء المرضى إلى الإصابة بفقر الدم أكبر عائق في العلاج ولا يمكن تجاهله'، وأشاد ذات الأخصائيين بما لدواء ''الميرسيرا'' من أهمية في مواجهة المرض فاستعمال علاج ''الميرسيرا'' يساعد على تباعد فترات الحقن من مرة كل 15 يوم، إلى مرة واحدة كل شهر، ويمكن للمريض بعد التدرب بحقن نفسه بنفسه، كما هو حال مرضى السكري الذين يحقنون أنفسهم بالأنسولين بكل سهولة. من ناحية أخرى أكدت الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى على دور استعمال تقنية EPO قبل وخلال عملية غسيل الكلى، حيث تمكن قبلها من تقليل إمكانية الإصابة بفقر الدم وخلالها بتحسين معدل حياة المصاب، ومن أجل هذا، قامت الجمعية الجزائرية لأخصائيي أمراض الكلى بعقد اجتماع خاص لمناقشة طرق وتقنيات عالج فقر الدم، الناجم عن القصور الكلوي ورفعت توصياتها النهائية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للنظر فيها ودعم تطبيقها. مراكز جديدة للتبرع بالدم وأخرى للمساعدة على الإنجاب لم يقتصر جديد سنة 2009 في قطاع الصحة على استقدام جملة جديدة من الأدوية لتخصصات حساسة وإنما تدعم أيضا بمراكز جديدة مجهزة بأحدث التجهيزات والتقنيات كالمركز العمومي الأول للإنجاب المدعم PMA بمستشفى بارني، التابع للقطاع العمومي والذي انطلق في نشاطه خلال شهر سبتمبر الماضي. واعتبره بوزكريني المركز الأول من نوعه على المستوى الوطني، بالإضافة إلى مركزين آخرين الأول بوهران والثاني بقسنطينة لازالا قيد الإنجاز، وتتكفل جميعها بمشكل العقم الذي يشمل نسبة 10 بالمائة في المجتمع أي 300 ألف عائلة جزائرية محرومة من الإنجاب. ومن بين ما تمخضت عنه أحداث السنة في الصحة، الكشف عن فتح 18 مركزا جديدا للتبرع بالدم خلال الفترة الممتدة ما بين 2010 و ,2014 إضافة إلى 15 مركزا لعلاج المدمنين على المخدرات في ارتقاب افتتاح 53 أخرى من ذات النوع على المستوى الوطني.