أعرب حقوقيون وسياسيون مصريون عن استيائهم الشديد من عنف الشرطة المصرية تجاه النشطاء الأجانب المتضامنين مع غزة على الحدود مع القطاع، وقالوا إنه يخالف كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تكفل للمواطنين حرية التعبير عن رأيهم، ووصفوه بالسلوك الفضائحي الأبرز بعد إقامة الجدار الفولاذي، خاصة بعد أن تناولت وسائل الإعلام العربية والعالمية الموضوع من زاوية واحدة المتهم فيها هو حكومة مصر وسياستها. وكان جورج قالاوي قائد قافلة ''شريان الحياة ''3 قد أطلق النار على الحكومة المصرية أمس الأول مباشرة عبر قناة الجزيرة، حيث وصفها بنعوت مشينة، وقال بأنها تستميت دفاعا عن دولة إسرائيل الغاصبة والتي لا يحترمها هو أبدا لأنها تقتل الأطفال وتنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني جهارا نهارا. وأظهرت الجزيرة على مدى أيام المعاملة السيئة التي تعرض لها أفراد قافلة ''شريان الحياة ''3 من تضييق ومضايقات على حدود رفح والعريش، وأطلقت اتهامات شتى على ألسنة الناشطين الدوليين ضد الحكومة المصرية. واعتبر قالاوي أن الدول الإسلامية غير العربية تميزت مواقفها بالشجاعة على غرار دولة تركيا التي تحضر لقافلة أخرى محملة بالمعونات الإنسانية ستتوجه إلى فلسطين عن طريق سوريا. واستثنى قالاوي غالبية الشعب المصري من الشتائم واعتبره مغلوبا على أمره بسلطة نظام مبارك. وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إن الحكومة المصرية لم تعد تهتم بصورتها دوليًا بداية من إقامة الجدار وانتهاء بالاعتداء على النشطاء المسالمين، موضحًا أن هذا يثبت خيبة السياسات المصرية في التعامل مع أشكال التضامن العالمي، وبناء جدار ''التوأمة'' مع الجدار الإسرائيلي. وأوضح أن سلوك الحكومة يكشف أنها لا تمتلك حدًا أدنى من الذكاء، مشيرًا إلى أن إسرائيل الوحشية نفسها لم تتورط في سلوك بحجم هذا السلوك الفضائحي تجاه محتجين يهود أو عرب أو أجانب، مؤكدًا أن النظام يحاول إيصال رسالة للعالم بأنه لا يقمع فقط أشكال التضامن مع غزة، بل إنه يعطي هدية ثمينة للإعلام العالمي يقول فيها: ''نحن نقيد حرية التعبير السلمي، والمصريون لا يتمتعون بالحق في التعبير أساسا!''. ودعا جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الحكومة إلى الخجل من تصرفاتها القاسية تجاه المتضامنين الأجانب، معتبرًا أن عنف الشرطة مخالف لكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن دور الحكومة يماثل دور كلاب الحراسة للمصالح الصهيونية في المنطقة، منتقدًا - عيد - رد فعل الحكومات الغربية تجاه سلامة رعاياها الأجانب، واتهمها بالازدواجية، مؤكدًا أن الشرطة لم تقم بالاعتداءات إلا بعد أن أخذت ضوءًا أخضر من السفارات الأجنبية في القاهرة، مما يؤكد أن الديمقراطية الغربية هي ديمقراطية عاجزة وهشة تتوقف عجلتها عندما تصل إلى إسرائيل. وهاجم جورج إسحق القيادي بحركة ''كفاية'' سلوك الحكومة تجاه النشطاء، وسلوك الحكومات الغربية التي اعتبرها متواطئة ضد مصالح الشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل، داعيًا هذه الحكومات إلى التوقف عن الحديث عن ديمقراطيتها العرجاء، مضيفًا أن الشعوب الأوروبية والعربية في جانب واحد مع الشعب الفلسطيني، والحكومات العربية والغربية في جانب مضاد، داعيًا الحكومة إلى وقف الانتهاكات بحق الناشطين.