تعتبر النساء الجزائريات الحوامل من أكبر الفئات تعرضا لخطر الإصابة بفيروس ''أش1 أن''1 كغيرهن من نساء العالم، حيث تأتي المرأة الحامل على رأس قائمة ضحايا هذا الوباء الذي أودى بحياة 54 شخصا من بينهم 8 حوامل، ورغم الأولوية التي وضعتها وزارة الصحة والسكان لهاته الفئة إلا أن ذلك لاقى رفضا قاطعا من قبلهن بمختلف المستشفيات والعيادات. تعد النساء الحوامل على رأس قائمة ضحايا إنفلونزا الخنازير، وذلك لنقص المناعة خاصة خلال المراحل الأولى من الحمل حيث يكون الجنين في مرحلة التطور والنمو وتكون الأم بحاجة إلى قوة مناعية تحميها وتحمي جنينها، وهو ما أكده الكثير من أخصائيي النساء والتوليد الذين حذروا من إصابة المرأة بهذا الفيروس لأنه يمثل خطرا على صحتها لأنها ستصاب بأزمات نفسية حادة وربما يؤدي إلى وفاتها مع جنينها. وبالرغم من كل هاته المخاطر إلا أن المرأة الحامل في الجزائر لم تتلق عملية التلقيح بارتياح ولم تتقبلها، وتركت الكثير منهن مصيرهن إلى قضاء الله وقدره. ولمعرفة أين وصلت عملية تلقيح النساء والحوامل ومدى قبولهن ورفضهن لذلك، كانت زيارتنا الميدانية لمصلحة النساء والتوليد بمستشفى مصطفى باشا. غياب تام للقاح النساء الحوامل في المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالرغم من تسلم الجزائر، نهاية الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، حصتها من اللقاح وأعلنت السلطات خلالها أن المرأة الحامل تأتي ضمن المستفيدين الأولين من التلقيح نظرا لمرورهن بوضع صحي خاص وحرج، على أن يتم بعدها توسيع العملية لتشمل جميع الأسلاك الطبية وشبه الطبية ثم أسلاك الأجهزة النظامية والمرضى، إلا أن مصالح التوليد في الكثير من المستشفيات والعيادات في الجزائر منها مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا لم يتوفر فيها هذا اللقاح ولم تتحصل الحوامل على فرصة التقليح ضد فيروس ''أش1 أن''1 لأسباب ولأخرى، رغم انتشار أخبار إصابة الحوامل بالفيروس بشكل شبه يومي في مختلف المحطات الإعلامية من جرائد وتلفزيون وغيرها، غياب اللقاح لم ينحصر فقط على المستشفى الجامعي بل مس ذلك مصلحة بئرطرارية حيث تأكد غيابه. رفض تام للتلقيح من قبل النساء الحوامل توفر اللقاح أم لم يتوفر فإن ذلك لن يغير وجهات نظر الكثير من النساء الحوامل في الجزائر، حيث تأكد أن الكثيرات متخوفات ورافضات بأن يتسببن في مشاكل صحية للجنين خاصة. فعلى سبيل المثال لم تتقدم لمصلحة النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي أية امرأة للتلقيح، حسب آراء الكثير منهن. تقول السيدة ''ب.ن'' إن المخاطرة بحياتها وحياة جنينها أمر جد صعب، وإنها ترفض التلقيح حتى وإن توفر بكميات هائلة في جميع المصالح لأن ذلك لن يغير فكرتها حول الموضوع، خاصة بعد سماعها لوفاة الطبيبة العاملة بسطيف بعد ساعات قليلة من تناولها جرعة اللقاح. وأضافت أنه يكفيها احترامها لشروط النظافة وتناولها الكثير من الأغذية التي تقوي مناعتها. سيدة أخرى وهي حامل في الشهر الخامس أيدت ما قالته ''ب.ن''، حيث أكدت على رفضها للتلقيح. وحسب رأيها فإنها لا تعرف حتى مصادره وما يحتويه هذا اللقاح ولربما له آثار جانبية أخطر مما نتصوره، وأضافت أن حصولهن على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية كان منعدما لكي يقمن بعدها بالتلقيح ضد هذا الفيروس. أما السيدة ''م.م'' وهي حامل في الشهر السادس، فتقول إن التلقيح يكون في الأشهر الثلاثة الأولى أما بعدها فلا فائدة لوجوده، وحتى وإن ألزمت به فهي ترفض ذلك لخوفها من مستقبل مجهول واكتفت بقولها ''إننا نتقبل قضاء وقدر الله فقط''. عزوف النساء الحوامل في الجزائر عن التلقيح ضد فيرو ''أش1 أن''1 هو أمر منذر بالخطر، خاصة إذا كانت هاته الفئة الأكثر تعرضا للمرض لضعف مناعتهن للمقاومة.