وجهت أمس وزارة الصحة انتقادات شديدة اللهجة إلى مستخدمي الصحة العمومية وحملتهم مسؤولية عزوف النساء الحوامل عن التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، واتهمت الوزارة السلك الطبي بنصح الحوامل على عدم التلقيح، الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية، فيما تم لحد الآن توزيع 500 ألف علبة من دواء »الأستالميفير« و50 ألف علبة خاصة بالأطفال على الوكالات الصيدلانية عبر القطر الوطني. ألقت وزارة الصحة باللوم على أعضاء السلك الطبي وشبه الطبي لعدم حثهم النساء الحوامل على التلقيح ضد فيروس »أش1أن1«، ووجهت الوزارة خلال ندوة صحفية نظمت أمس بالتزامن مع انطلاق حملة تلقيح الحوامل ضد أنفلونزا الخنازير اتهامات لمستخدمي الصحة العمومية بالقيام بعكس ما كان ينتظر منهم ونصح النساء الحوامل بعدم التلقيح على الرغم من إنها أكثر الفئات عرضة إلى الإصابة والمضاعفات الناجمة عن هذا الفيروس القاتل. ولم تخرج الندوة الصحفية الدورية المنظمة أمس عن نطاق توجيه النقد اللاذع للسلك الطبي وتحميله مسؤولية الإقبال الضعيف للنساء الحوامل على حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، حيث قالت الوزارة »أن بعض أعضاء السلك الطبي وشبه الطبي ينصحون النساء الحوامل بعدم التلقيح ضد فيروس »أ/أش1أن1«، مع أن الأمر يتعلق بإنقاذ الحياة البشرية المتمثلة في حياة الأم وجنينها«. وأولى إسماعيل مصباح مدير الوقاية على مستوى الوزارة حرصا على التأكيد »أن الإصابة بالفيروس تتضاعف ما بين 5 إلى 10 مرات عند الحوامل أكثر من الفئات الاجتماعية الأخرى«، مؤكدة على ضرورة التلقيح الذي تنصح به المنظمة العالمية للصحة. وتساءل المتحدث هل أن عدم نصح الأطباء لهذه الفئة الحساسة بالتلقيح هي وسيلة ناجعة لحمايتهن من الفيروس ومضاعفاته، منتقدا الطريقة السلبية التي يتعامل وفقها السلك الطبي مع حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، والمقرر أن تشمل في مراحل مقبل أربع فئات أخرى بعد الانتهاء من تلقيح السلك الطبي والحوامل. وقدم مدير الوقاية بالوزارة المضعفات التي تتعرض لها الحوامل نتيجة الإصابة بفيروس »أش1أن1«، والمتمثلة في »المضاعفات التنفسية الحادة المرتبطة بهذا الفيروس والتي تعيق الجهاز التنفسي وتفتح المجال أمام بكتيريات أخرى تعرض صحة المرأة الحامل إلى الخطورة وبالتالي الموت«. وقال المتحدث أن وبالنظر إلى ما تحمل الإصابة بهذا الفيروس من خطورة على حياة المرأة الحامل وجنينها أدرجت الوزارة هذه الفئة في المرحلة الثانية من برنامج التلقيح مباشرة بعد مستخدمي الصحة العمومية للقطاعين العام والخاص. وفي ردها على ما أوردته بعض الصحف قبل أيام بخصوص تأخر عملية توزيع دواء التاميفلو المعالج لأنفلونزا الخنازير على الصيدليات بعد قرابة عشرة أيام من انطلاق العملية التي يفترض أن تشمل 7000 صيدلية موزع على ولايات الوطن، أوضحت وزارة الصحة أمس أنه ومنذ انطلاق العملية تم لحد الآن توزيع 500 ألف علبة من دواء »الأستالميفير« خاصة بالكبار و50 ألف علبة خاصة بالأطفال عبر كامل القطر الوطني، وأشارت الوزارة إلى استفادة وكالات صيدلانية ببعض الولايات بنسبة 100 بالمائة والبعض الآخر بنسبة 50 بالمائة من هذه المادة. وفي تقيمها لحملة تلقيح السلك الطبي المتواصل لحد الآن، أوضحت الوزارة أنه لم يتم تسجيل أية أعراض جانبية للقاح، مجددة التأكيد على أن حالة الوفاة المسجلة بالمستشفى الجامعي لسطيف لطبيبة بعد خضوعها للتلقيح ليس لها أي علاقة باللقاح، وأنها توفيت 30 ساعة بعد تلقيها اللقاح والذي استفاد أكثر من 200 من نفس الحصة و10 أشخاص من نفس القارورة يعملون بنفس المؤسسة.