أبدت مصادر غربية قلها الشديد إزاء اختطاف الرعايا الأوروبيين في منطقة الساحل من قبل ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب، خاصة مع مرور الأيام دون أن تحرز الدول الأوروبية الثلاث فرنسا ايطاليا واسبانيا نتائج ملموسة رغم الإمكانيات الضخمة والهائلة التي تم تجنيدها في سبيل إخلاء سبيل رعاياها، تأتي في مقدمتها أعتد المخابرات الأوروبية وأمهرها. أمر أمس شهر كامل على اختطاف الرعيتين الإيطاليتين في بلدة منيصيرية شرقي موريتانيا قرب الحدود مع جمهورية مالي في 18 ديسمبر الماضي، بينما تقارب المدة الشهرين على اختطاف كل من الفرنسي والرعايا الإسبان الثلاث. وكان التنظيم الإرهابي على لسان المسؤول الإعلامي في التنظيم ، صلاح أبو محمد، في تسجيل صوتي بث عبر الانترنت، قد تبنى مسؤولية قاعدة المغرب اختطاف الرعايا الأوروبيين الستة، في موريتانيا و مالي، وأعلن عن التبني في رسالة صوتية زعم فيها بأن سبب الاختطاف يعود إلى ما وصفه ''جرائم ترتكبها الحكومات الأوروبية في أفغانستان والعراق. ويأتي تبني قاعدة المغرب عملية الاختطاف، أياما قليلة من تناقل تقارير إعلامية لخبر اعتقال مشتبه فيه يكون على علاقة بالعملية، قرب مدينة ''كوبني''، حيث اختطف الزوج الإيطالي، ويدعى عبد الرحمن بن مدو، بينما توصلت تحقيقات موريتانية إلى علاقة المعتقل بعمليات منظمة لاختطاف الأجانب في المنطقة، حيث أسندت له مهام تعقب الأجانب ورصد تحركاتهم، مقابل مبالغ مالية باهظة يتحصل عليها دوريا، حسب ما اعترف به لمصالح الأمن بنو اقشط. ويقول محللون إن عصابات محلية تقوم في الغالب بتهريب السجائر والأسلحة والمخدرات والأشخاص بدأت تتطلع إلى خطف الأجانب وبيعهم للجماعات الإرهابية التي تعمل في المنطقة. وتعمل الاستخبارات الإسبانية بتنسيق وثيق مع الاستخبارات الفرنسية لإدارة المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن الأوربيين الأربعة، وهم ثلاثة أسبان خطفوا في موريتانيا وفرنسي واحد تم اختطافه في مالي. و في خضم ذلك انطلق وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني مؤخرا إلى باماكو وموريتانيا وبحث مع الرئيس المالي امادو توماني توري في مصير الأوروبيين الستة وبينهم ايطاليان الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي، وفق ما أعلنت الرئاسة. وأفاد مصدر في الرئاسة المالية أن فراتيني مضي ''بضع ساعات'' في العاصمة المالية. زوزير الخارجية الايطالي أجرى محادثات مع الرئيس المالي امادو توماني توري. الموضوع المركزي كان قضية الرهائن الأوروبيين المحتجزين في مالي وموريتانياس. وأكد المصدر نفسه أن ''إيطاليا طلبت مساعدة مالي، ومالي أبلغت ضيفها إنها ستبذل ما في وسعها لضمان الإفراج عن جميع الرهائن الأوروبيين''. وخطف ستة أوروبيين هم ثلاثة اسبان وفرنسي وايطاليان في نوفمبر و ديسمبر في موريتانيا ومالي. يأتي هذا في وقت تطالب فيه القاعدة بدفع الفدية وإطلاق سراح العديد من سجنائها في كل من مالي وموريتانيا. جدير بالذكر أن أنباء قد تحدثت مؤخرا نقلا عن صحف أوروبية عن طلب القاعدة المتمثل في دفع 10 ملايين أورو والإفراج عن 20 سجينا من مالي على رأسهم أبو معاذ الأفغاني مقابل الإفراج عن سنة أوروبيين اختطفهم نفس التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية.