أكد الرئيس المالي أمادو توماني توري أن تهديدات التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل ''لا تأتي من مالي ولا تستهدف أساسا الماليين''. وقال الرئيس المالي في الكلمة التي ألقاها نهاية الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى ال 49 لإنشاء الجيش ومختلف قوات الأمن أن'' مالي لن تدخر جهدا من أجل القضاء على مختلف أشكال التهديدات الإرهابية، خاصة وأننا نعمل الآن على إيجاد حلول لمشاكلنا الداخلية'' وأضاف أمادو توري أنه ''من المهم أن يتجند العالم كله من أجل مساعدتنا في محاربة عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، وهذا من أجل ضمان أمن الشريط الساحلي''. وحث الرئيس دول الجوار والشركاء الغربيين لإعطاء مزيد من الدعم إلى الجيش المالي وقوات الأمن في حملتهم ضد القاعدة ومهربي المخدرات. ويأتي تحرك أعلى السلطات في مالي على خلفية اتهام الدول الغربية لها في مقدمتها فرنسااسبانيا وايطاليا بالتراخي على خلفية سلسلة عمليات الاختطاف التي تم الإبلاغ عن استهداف المواطنين من الغرب في مالي أو في البلدان المجاورة من قبل أعضاء من تنظيم قاعدة المغرب التي أعلنت عن مسؤوليتها عن عملية الخطف المتوالية في منطقة الساحل الصحراوي. وقد كثفت السلطات الأمنية نشاطاتها لتأمين الرعايا الأجانب في موريتانيا أو مالي، والبحث عن عناصر مشبوهة تخطط لعمليات خطف، فيما تحدثت الأجهزة الأمنية عن اعتقال شخص يشتبه في أنه المدبر الرئيسي لعملية اختطاف الزوجين الايطاليين قبل أيام، ويتعلق الأمر بالمدعو ''عبد الرحمن ولد أمدو'' والذي تتهمه بتدبير عملية اختطاف المواطن الإيطالي وزوجته، مشيرة إلى أن المعتقل يحمل جنسية دولة مالي، وأنه اعترف بقيامه بدور الرقابة في العملية، وأنه كان سيتقاضى 25 ألف يورو بعد إتمامها. ويعزي مراقبون أمنيون سلسلة حوادث الاختطاف في المنطقة والاحتجاز من قبل جماعات مسلحة في غرب إفريقيا لأشخاص أجانب، خاصة وأن هذه الجماعات تتصل بجناح القاعدة في الساحل المعروف باسم تنظيم قاعدة المغرب إلى رغبة الإرهابيين في الحصول على التمويل المالي الذي أصبحوا يفتقدونه بعد أن سدت في وجوههم كل السبل. وتساور المحللين والدبلوماسيين شكوك في أن الرهائن الأوروبيين نقلوا إلى مناطق نائية بشمال مالي يعتقد أن بها أجانب آخرين محتجزين منهم الأسبان ورجل فرنسي تقول القاعدة أيضا إنها تحتجزهم. وفيما كشفت تقارير إعلامية واستخباراتية عن قيام تحالف قوي بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وبين المرتزقة الأفارقة وعصابات تهريب المخدرات في مثلث الحدود بين الجزائر وموريتانيا ومالي، أكد مسؤولون أوروبيون على ضرورة التعاون مع دول مثل مالي التشاد والنيجر في الجهود المبذولة للعثور على المختطفين الأوروبيين