المسيرة الرائعة التي حققها المنتخب الجزائري لكرة القدم خلال العامين الماضيين، حيرت الجميع بما في ذلك المتتبعين والمختصين في شؤون المستديرة وساحرة الشعوب، كما جلبت لهم إعجاب الكثير من الأشقاء العرب والعجم وبقية الأمم، لكن بين حيرة ذوي الشأن وإعجاب المحبين من مختلف الأجناس، كان الغل والحقد والحسد يكبر يوما بعد يوم في صدور بعض حفدة ''الفراعنة'' الذين عميت بصيرتهم ولم يرضوا أن يروا شقيقا لهم يشق طريق النجاح، ويكبر ليكون أبا شرعيا ببطولاته، الضاربة في عمق التاريخ، لهذه الدنيا، بعد أن رضوا لأنفسهم أن يكونوا أما لها ولو دون نسب شرعي. هؤلاء الذين لم يترددوا يوما في إشعال فتنة بين شعبين أكثر من شقيقين، لن تخمد بين عشية وضحاها، وستبقى قائمة على الأقل طيلة بقاء صانعيها، لم تبق فيهم ذرة من مروءة، بعد أن لجأوا إلى سلب أموال ''الغلابة''، وقدموها إلى ''سنجاب'' بنيني، لم يتردد في تعطيل حلم شعب قوامه 35 مليون بطل. وإذا ظن هؤلاء أن السنجاب ''كودجيا'' الذي رضي لنفسه الخروج من الباب الضيق، مقابل ''جنيهات'' معدودات، غلابة ''أم الدنيا'' كانوا أولى بها، فإن كتيبة الشيخ سعدان، كبرت أكثر من أي وقت مضى، ليس في عيون أبناء الجمهور الرياضي العاشق للكرة فقط، وإنما اختطفوا أيضا قلوب وعقول كل الشعب الجزائري أينما كان ووجد، لسبب واحد وبسيط، وهي أن ''الحڤرة'' التي تعرض لها ''المحاربون'' في أدغال إفريقيا، هي مؤامرة دنيئة لا تمت للأخلاق بصفة، دون الحديث عن المبادئ السامية للرياضة، التي ضرب بها بعض هؤلاء ''الفراعنة'' عرض الحائط لما استقبلوا ضيوفا لهم بالحجارة في عز أحد أيام الخريف الماضي، والتي فضحتها كاميرات كبريات وسائل الإعلام العالمية.