تعطى غدا الجمعة بالعاصمة الصينية بكين إشارة انطلاق أكبر تجمّع رياضي في المعمورة ويتعلّق الأمر بالألعاب الأولمبية، واختار المنظمون أن ينطلق حفل الإفتتاح على الساعة الثامنة مساء الواحدة ظهرا بالتوقيت الجزائري تزامنا مع اليوم الثامن من الشهر الثامن أوت للعام الثامن .2008 ويتوقع المتتبعون أن يكون حفل الإفتتاح مفعما بالحركية والتشويق والإستثناء، فضلا عن ذلك يجزمون بأن دورة بكين ستكون الأعظم تاريخيا في مثل هذا النوع من المحافل الرياضية الكبرى. بالنظر لكفاءة الرجل الصيني في تطويع المستحيل وإنجاز الإستثناء وافتكاك الإمتياز، بدليل أن رئيس اللجنة الأولمبية والطبيب البلجيكي الجراح جاك روغ انبهر بالقرية الأولمبية التي هيّئت لإقامة الرياضيين، قائلا بأنه لم ير مثيلا لها طوال متابعاته للدورات السابقة. وتحسبا لهذا الحدث العظيم كانت حكومة بكين قد رصدت غلافا ماليا قيمته مليار وثلاثمائة مليون دولار، وهو ما يوحي بأن ''القوم'' يسعى جاهدا لتنظيم دورة ليست كبقية الدورات السالفة، غير أن أهل الصين وهم يتأهبون لتحضير الألعاب تعرضوا لهجمات شرسة وحاقدة من ''غلاة الإمبريالية المتوحشة'' في مسعى عابث للتأثير سلبا على المنظمين، لكن المحاولات باءت بالفشل، كون الضربات الموجعة التي تلقاها الصينيون زادتهم إصرارا على المضي قدما نحو الغاية المنشودة. في جانب المنافسة، ينتظر أن يطرأ تغيّرا على السلم التراتبي، فالسيطرة الأمريكية على جدول التصنيف من خلال أسبقيتها في حصد أكبر قدر ممكن من المعدن النفيس قد يوضع حد لها في هذا الموعد، ويلوح استيقاظ ''العملاق النائم'' وتربعه على عرش الترتيب العالمي بقوة، ليس لأن الألعاب ستقام داخل قواعده، ولكن لأن الصينيين كانوا هدّدوا بانتزاع الريادة من ''العم سام'' خلال أولمبياد آثينا ,2004 لما تموقعوا خلفه مدغدغين كبريائه. وبشأن المشاركة العربية، نسجل حضور الجزائر بأكبر وفد لها منذ الإستقلال 69 رياضيا يمثلون 13 لعبة، على أمل حصد ما أمكن حصده من الميداليات وعدم الخروج بخفي حنين مثلما حدث لهم في أولمبياد أثينا ,2004 أو تجسيدا لمقولة مؤسس الأولمبياد الحديث البارون والبيداغوجي الفرنسي ''بيير دي كوبيرتان'' صاحب شعار ''الهم المشاركة''، كما لا نغفل حضور فلسطين الجريحة بعدائين تحدا الكيان الصهيوني الغاشم ونافسا الزمن القاسي وأصرا على الحضور إسماعا لأكبر قضية إنسانية عادلة، شأنهم شأن الشقيقة العراق التي سيمثلها 5 رياضيين. ونشير في الختام، إلى أن بعض الرياضات مثل كرة القدم انطلق مشوارها أمس بسبب رزنامتها التي تتجاوز تلك المخصصة للألعاب المنتظر اختتامها يوم 24 أوت الجاري.