أجرى مبعوثان رئاسيان فرنسيان محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس في العاصمة السورية دمشق، في إشارة جديدة إلى تحسن العلاقات بين البلدين منذ انفراج الجمود السياسي في لبنان الشهر الماضي،واتى الإعلان عن هذا اللقاء بعد ساعات من دعوة الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي لبنان وسوريا إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وعلاقات حسن جوار مبنية على الأمن والسيادة. كما دعيا كل من بوش و ساركوزي في بيان مشترك صدر عن قصر الإليزيه في ختام لقائهما في باريس إلى تطبيق كل قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان ''بحسن نية'' وإلى دعم التحقيق الدولي وإقامة محكمة خاصة لمقاضاة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام2005 كما دعا بوش وساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك أعقب اللقاء نظيرهما السوري بوقف العمل مع إيران على ''زعزعة الاستقرار'' في الشرق الأوسط ووقف أي دعم لها في مسعاها لحيازة سلاح نووي. وقال بوش في المؤتمر الصحفي نفسه إن سوريا يجب أن تكون قوة بناءة في الشرق الأوسط من أجل أن تساعد في المضي قدما في تحقيق هدف إنشاء دولة فلسطينية ومطالبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن توقف ما وصفه بإرهابها من أجل تحقيق السلام. من جهته برر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استئناف الاتصالات الفرنسية مع سوريا آملا من دمشق أن ''توقف بأكبر قدر ممكن'' دعمها لإيران في سعي الأخيرة إلى امتلاك السلاح النووي. تأتي هذه التصريحات في وقت يسود فيه جدل في الأوساط السياسية الفرنسية بشأن دعوة الرئيس السوري لحضور احتفالات عيد الثورة الفرنسية في باريس في 14 جويلية القادم وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إنه لا يشعر بالارتياح لهذه الزيارة، لكنه شدد على ضرورة القبول بها لنزع فتيل حالة التوتر والصعوبات وربما المواجهة في المنطقة وأضاف كوشنر أنه إذا كانت النية تتجه لتشكيل اتحاد متوسطي وإذا كان الإسرائيليون يتحدثون للسوريين في الوقت الحالي فلا يجب على أي طرف أن يكون أذكى مما ينبغي بشأن الأمور ومن المهم التحدث إلى الجانبين المتقابلين. للتذكير فان الأسد واحد من عشرات من زعماء الدول الذين تمت دعوتهم للمشاركة في قمة تعقد في 13 جويلية في باريس بشأن اتحاد متوسطي مقترح وتلقوا جميعا دعوات لحضور العرض الذي يقام في اليوم التالي.وجمدت فرنسا الاتصالات الدبلوماسية مع سوريا العام الماضي، متهمة دمشق بعرقلة إجراء انتخابات رئاسية في لبنان لكن العلاقات تحسنت منذ انفراج الجمود السياسي في بيروت الشهر الماضي.