عاين الوفد البرلماني العربي الذي زار قطاع غزة من بينهم نائبان من الجزائر عن كثب حجم معاناة الشعب الفلسطيني في غزة من جراء الحصار الإسرائيلي الجائر على القطاع . وقال عضو المجلس الشعبي الوطني زين الدين بن مدخن أحد أعضاء الوفد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بالقاهرة في طريق عودته إلى أرض الوطن أن هذه الزيارة التي تهدف أساسا إلى المساهمة في كسر الحصار الإسرائيلي والدفع نحو المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية وتجسيدها مكنت البرلمانيين العرب من الاتصال بمختلف القيادات الشعبية والحزبية والسياسية في قطاع غزة والوقوف على معاناتهم وحاجاتهم. كما اطلع الوفد المتشكل من برلمانيي 14 دولة عربية على الوضع العام في غزة والحياة اليومية للمواطنين والآثار السلبية للحرب الإسرائيلية على غزة والحصار الجائر على الشعب الفلسطيني . كما كان للوفد لقاء مع الفصائل الفلسطينية المتواجدة في غزة باستثناء حركة فتح التي تم الاجتماع بها في اليوم الموالي. وقال إن ملف الخلاف بين الفصائل الفلسطينية كان حاضرا في هذه اللقاءات حيث أكد الجميع على ضرورة رأب الصدع وحرصهم على خلق جو مميز لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية . وعرفت هذه الزيارة التي دامت ثلاثة أيام تنقل الوفد العربي إلى ذوي الأسرى واطلعوا على حجم هؤلاء الأسرى ومعاناتهم وتحدثوا الى ذويهم عن مأساتهم . . وقال النائب بن مدخن إن الجانب الفلسطيني دعا الدول العربية ومنها الجزائر للعب دورها في هذا الشأن للضغط للإفراج عن هؤلاء الأسرى خاصة البرلمانيين المعتقلين، حيث يوجد أكثر من 20 برلمانيا ووزيرا في السجن. ووقف الوفد البرلماني العربي أثناء إقامته بغزة على احتياجات الفلسطينيين في غزة من المواد الغذائية والطبية وتعرف عن قرب على آثار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وما خلفته من مأساة لدى العائلات التي أبيدت بعضها جراء القصف. كما لمس الوفد في نفس الوقت حجم صمود وإصرار هذه الأسر على البقاء والمقاومة خاصة الأطفال الذين عرض عليهم الخروج من غزة للتكفل بهم وفضلوا البقاء في وطنهم. وأشار المتحدث إلى أن الدمار كان جليا أيضا على مستوى الهياكل القاعدية والمدارس والمصانع ومؤسسات الدولة.. وأوضح النائب بن مدخن الذي رافقه في هذا الزيارة النائب أحمد لطيفي أن الوفد لقي استقبالا حارا وترحيبا متميزا على المستويين الشعبي والرسمي، مشيرا إلى أن الوفد الجزائري لمس مدى التقدير الذي يكنه الفلسطينيون للجزائر. وقد حرصوا دائما على إبراز إشادتهم ''بالتوافق الطبيعي والتلقائي للموقف الجزائري الرسمي والشعبي والذي يخدم دوما الصالح الفلسطيني الحقيقي والجاد''. ومن جهة أخرى أكد النائب بن مدخن أنه من بين المبادرات التي تم إنضاجها في ختام الزيارة المبادرة الجزائرية المتمثلة في تنظيم قافلة مغاربية للمساعدات تتشكل من برلمانيي الدول المغاربية الخمس ومن مختلف التشكيلات السياسية.