تسعى مصر إلى الفوز شهر جوان المقبل بولاية جديدة في الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط من خلال الدعم الذي تلقاه من قبل عدة دول أوروبية بسبب علاقاتها المتينة مع إسرائيل، في ظل إحجام باقي الدول العربية عن السعي للفوز بهذا المنصب، نظرا لاعتبارها أن ذلك سيحتم عليها التطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني. وركزت القاهرة خلال عقد مؤتمر نظمه المجلس المصرى الأوروبي بالتعاون مع اللجنة الدائمة للشراكة المتوسطية على كسب دعم الدول الأوروبية في ترشيحها للفوز بولاية ثانية للرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، الذي تتولاها حاليا رفقة باريس وينتظر أن تسند خلال اجتماع جوان القادم إلى اسبانيا عن الجانب الأوروبي، في حين لم تبد إلى الآن أي دولة عربية نيتها في الحصول على هذا المنصب، الأمر الذي سيسمح لمصر بالبقاء ضمن منصب الرئاسة المشتركة رغم الأداء المحدود الذي قدمته وباريس خلال فترة ولايتهما. وفي هذا الشأن، قال سفير اسبانيا لدى القاهرة أنطونيو مارتينز، إن بلاده تؤيد تولي مصر الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط لفترة ثانية، بسبب ما أسماه ''الدور الكبير الذي قامت به القاهرة لخدمة الاتحاد خلال فترة رئاستها الحالية مع فرنسا''، وذلك دون أن يشير إلى الجمود الذي أصاب هذا الاتحاد منذ الحرب على غزة، والتي استهجنتها كل الدول العربية، وفي مقدمتها الجزائر التي تساءلت وقتها عن جدوى تكتل تقوم فيه دولة عضو بالاعتداء على أخرى عضو في الاتحاد ذاته . وفي السياق ذاته، كشف سفير مدريد الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، أن برشلونه ستستضيف في الرابع من مارس القادم، مؤتمرا على المستوى الوزاري، في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، مبينا أن وزارة خارجية بلاده، ستدعو مصر والأردن وفرنسا والجامعة العربية لحضور هذا المؤتمر، وهي الدول التي شاركت في الاجتماع الذي تم فيه إسناد منصب الأمين العام للاتحاد للأردني أحمد المساعدة، ما عدا تونس التي يبدو أنها ستستثنى من الاجتماع القادم بالنظر إلى وجود رغبة لها هي الأخرى في الفوز برئاسة الاتحاد، إلا أن العلاقات التي تربطها بإسرائيل تظل ضعيفة إذا ما قورنت بمتانة العلاقات الموجودة بين القاهرة وتل أبيب.