دعا بلقاسم باباسي رئيس مؤسسة القصبة الجمعيات التي تنشط على مستوى الجزائر العاصمة والمختصة في حماية التراث الثقافي لمدينة الجزائر، على رأسها جمعية ملاك عمارات القصبة وجمعية الحفاظ على مقابر ولاية الجزائر، وكذا مؤسسة سيدي عبد الرحمان الثعالبي وجمعية لننقذ القصبة، والجمعية الحضارية لتوحيد الجهود فيما بينها لمواجهة المشاكل التي تعترض هذا الحي القديم تحت اسم الفيدرالية الوطنية لحماية القصبة. واستعرض باباسي أمس بمنتدى المجاهد أهم الأعمال التي قامت بها هيئته والتي تدخل في إطار حماية القصبة كقطاع محفوظ، مستشهدا بالأماكن الأثرية التي تم ترميمها بمساهمة الأعضاء القائمين على هذه المؤسسة بالتنسيق مع لجان الأحياء الذين ينشطون في حي القصبة، منها 55 دويرة، 3 قصور، ومكتبة واحدة. وأكد ذات المسؤول بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لميلاد هذه الهيئة غير الرسمية أن المحروسة تعاني من مشكلة تسيير عويصة ستؤدي بها لا محالة إلى زوال العديد من الصروح الحضارية التي تزخر بها الجزائر بني مزغنة، مشيرا إلى الوضعية الهشة التي تتواجد عليها بعض ''الدويرات''. ودعا باباسي السلطات إلى التدخل السريع لإنقاذ معالم القصبة من الضياع، وإعادة النظر في الوضعية الكارثية التي تضرب عمق الشخصية الجزائرية، وتساءل ذات المسؤول بالمناسبة عن الميزانية التي رصدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لترميم قلعة الداي، القلعة التي مازالت تتخبط في الظلام جراء وضعيتها الكارثية، ما جعل هذا المعلم التاريخي يعاني في صمت رهيب. من جهة أخرى حمل باباسي وزارتي الثقافة والسياحة وبعض الجهات التي لها صلة بالتراث الجزائري مسؤولية تدهور حي القصبة العتيق، في إشارة منه إلى العائلات التي مازالت تقطن القصبة وما ألحقت بها من أضرار أمام مرأى المسؤولين. على صعيد آخر ذكر المسؤول الثاني بمؤسسة القصبة علي مبتوش بالمواقع الأثرية المنتشرة عبر التراب الوطني والتي تعاني هي الأخرى من الإهمال والتسيب، داعيا إلى استحداث آلية جديدة لمحاربة هذه الظاهرة التي تهدم الثوابت الأساسية التي تدخل في سياق نسيج الهوية الجزائرية.