سيشرع في القريب العاجل في تجسيد المخطط الاستعجالي المندرج ضمن المخطط الدائم المتعلق بترميم قصبة دلس، حسب مرسوم 18 سبتمبر 2007 من قانون 04 98 المتعلق بحماية التراث الثقافي·وفي هذا السياق، نظمت أمس، مديرية الثقافة لولاية بومرداس، الأيام الدراسية حول "استراتيجية ترميم التراث الثقافي، تجربة القطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة" والتي تختتم فعالياتها أمسية اليوم بدار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس· وتحدث السيد دحماني محمد مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وصاحب مشروع مفوّض من والي بومرداس، عن حيثيات المخططين الاستعجالي والدائم المتعلق بترميم قصبة دلس وكذا عن الغلاف المالي لهذه العملية فقال أنه في أول خطوة ستقوم ثلاث شركات بتطبيق المرحلة الابتدائية للمخطط الاستعجالي والتي تعني تنظيف المدينة العتيقة "تادلس" وتنظيم طرقاتها بالاضافة إلى حمل ركام منشآتها المنهارة والمتكون من الحجارة والحصى وغيرها· ووضعه في مناطق محمية من عوامل الطبيعة وتقلباتها ومن ثم سيتم قبل نهاية الشهر الحالي الاعلان عن مناقصة حول ترميم الجامع الكبير، ضريح سيدي حرفي، والمدرسة القرآنية سيدي عمار بدلس العتيقة·أماعن المخطط الدائم الذي يشرف عليه مكتب دراسات عكريش الوناس، بقيادة رئيس المشروع، المهندس واقني ياسين، فيتطلب تطبيقه 15 شهرا على الأقل حسب السيد دحماني بالمقابل قدمت السلطات المختصة 10 ملايين دينار كجزء أول من الغلاف المالي المخصص لعملية الترميم و165 مليون دينار فيما يخص المخطط الاستعجالي· وصرح دحماني ل "المساء" بأنه لن يتم ترميم المباني الخاصة لقصبة دلس، إلا بعد إجراء اتفاقات مع الملاك الخواص، يتم من خلالها تحديد نسبة المشاركة المالية لكل من السلطات المختصة والخواص، مضيفا أنه في حال رفض صاحب مسكن تعرض للهدم بالقصبة، دفع قسط من تكاليف ترميم ملكه، وهجرته له، فإنه يتعرض الى خطر فقدان منزله· من جهته طالب المكلف بترميم القصبة العتيقة، ياسين واقني من سلطات بلدية القصبة إلى الاسراع في تطبيق المقاييس التي تتعلق بتنظيم المدينة من حيث النظافة والنقل وغيرها، وهي مسؤولية كل سلطات القصبة باختلاف مهامها· مؤكدا في السياق ذاته على الحالة المزرية التي تعيشها القصبة العتيقة سواء بفعل عامل الطبيعة كزلزال ماي 2003 أو بتدخل يد الانسان خاصة فيما يتعلق بالفضلات المنتشرة بكثرة في المنطقة· واعتبر وافني أنه رغم وجود قوانين خاصة بحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، والإمكانيات المالية والإرادة السياسية، ماتزال قصبة الجزائر مثلا تعيش معاناة كبيرة، مردّها حسب المتحدث الى نقص التجربة·في مجال ترميم المنشآت والمواقع الأثرية، وبالتالي لانقاذ التراث الجزائري بما فيه مدنه العتيقة· إذ يجب تعاون كل من الدولة والجمعيات وأصحاب الممتلكات الخاصة لحماية التراث من الزوال· أما مدير حفظ وترميم التراث الثقافي بوزارة الثقافة، السيد مراد بتروني، فقد تناول في مداخلته :"مشروع المخطط التوجيهي للقطاعات المحفوظة وأهمية قانون 1967 الخاص بحماية التراث الثقافي، الذي يتطرق بإسهاب إلى أهمية التراث في حمية الذاكرة الجماعية وتكوين الشخصية الوطنية بينما اقتصر قانون 67 على التعريف وحماية المعالم الاثرية بشكل تقني فقط· وأضاف بتروني أن الوزارة بصد التحضير لمشروع تهيئة المواقع الاثرية خلال 25 سنة القادمة، حتى تستطيع الأجيال القادمة من العيش بشخصية وطنية مفعمة بثراء التراث الجزائري المتنوع· كما شهد افتتاح الأيام الدراسية حول "استراتيجية ترميم التراث الثقافي، تجربة القطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة"، عرض فيلم وثائقي حول القصبة تحت عنوان "الصولجان المفقود ، صرخة الأمل المنشود" تناول بإسهاب تاريخ دلس وواقع قصبتها المزري·