ضغط الدم، القلب، القصور الكلوي، السل، الغدة الدرقية، الربو، الروماتيزم القلبي ومجموعة كبيرة من الأمراض كانت من نصيب عائلة بن يونس بلغت 11 نوعا من الأمراض، وجدت العائلة نفسها مجبرة على التعايش معها بعدما لم تتمكن من الصمود في وجهها ومحاربتها لقلة إمكانياتها، فمنحة رب العائلة لا تتعدى 7 آلاف دينار لا تكفي حتى لتوفير ضروريات الأسرة فكيف وصفات دواء ل14 فردا تتجاوز الوصفة الواحدة 2500 دج. توالت على أفراد عائلة بن يونس عاصفة من الأمراض ضربت جميع من وجدت فيه قابلية للإصابة بنوع معين منها ولم تكتف بذلك، فلم يكن حظ بعضهم أحسن من الآخرين بإصابته بنوع واحد فقط، تاركة نتائجها الوخيمة عليه بإيصاله إلى أسرة المستشفيات وقاعات العمليات لأكثر من مرة. 3 علل في جسد عمي الطيب وعلتان لزوجته ------------------------------------------------------------------------ عمي الطيب المعيل الوحيد لعائلة بن يونس يحمل في جسده الهزيل ثقلا أكبر من وزنه، ثلاث علل مختلفة وهمّ علاج أبنائه ال 13 والوقوف على حاجياتهم الشخصية بمبلغ 7 آلاف دينار شهريا، معادلة زاد جانبها الأول من أمراض وعجز مادي الكفة لصالحه على حساب الطرف الثاني. ثالوث من الأمراض الأكثر خطورة يحيط بحياة هذا الرجل البسيط، مرض القلب الذي يشكل في حد ذاته الخط الفاصل بين الحياة والموت، فاقم من خطورته على حياة الطيب مرض ضغط الدم الشرياني كمن يصب الزيت على النار، إضافة إلى إصابته بالقصور الكلوي الذي يعمل بمفرده على إضعاف أقوى الأجسام، فكيف إذا ما وجد طريقه إلى جسم هزيل وضعيف. في وقت تكون فيه الزوجة السند والعضد لزوجها يرتكز عليها في الأوقات العصيبة شاءت الأقدار ألا تتمكن السيدة بن يونس من تأدية هذه المهمة، فلقد أصيبت بأورام من نوع(الڤونڤليون) على مستوى الكبد والكلى ما أقعدها الفراش وأبقاها رهنا لمساعدة الغير لها. وأمام حاله تلك يبقى سلاح ووسيلة عمي الطيب الوحيدة، التضرع إلى الله بالدعوات، عساه يشفي أبناءه ويسخر له اليد المحسنة ومساعدته على علاجهم. ------------------------------------------------------------------------ عبد القادر وعبد الرزاق والعمليات الجراحية ------------------------------------------------------------------------ المستشفيات أصبحت أكثر مكان قضى فيه أفراد العائلة غالبية أوقاتهم بين ذهاب وإياب لإجراء الفحوصات الطبية والخضوع للعمليات الجراحية، واحدا تلو الآخر تناوبوا على أسرة المستشفيات، عبد الرزاق وعبد القادر بخضوع الأول صاحب ال 15سنة إلى 5 عمليات جراحية على مستوى الرأس للتخلص من la fracture de crane و asymétrie de reins المرضان اللذان لازالا يرافقانه في حياته ولم يشفعا له من الإصابة بالسل. أما عبد الرزاق فتم إخضاعه هو الآخر لعمليتين جراحيتين دون جدوى، ما أثر على مستواه الدراسي ووقف حائلا دون تحقيق أحلامه في التفوق وإحراز أعلى الشهادات. بينما بن يونس يوسف يعاني هو الآخر مشاكل على مستوى عضلة القلب ويصارع المرض. ------------------------------------------------------------------------ خديجة، نعيمة، دليلة.. مستقبل مظلم ------------------------------------------------------------------------ الأمراض تكاثفت على أبناء عمي الطيب، ولم تفرق بين الذكور والإناث، فكان للبنات نصيبهن أيضا من المعاناة بدءا من أبسط الأمراض إلى أبشعها، فخديجة المسكينة التي تعاني يوميا من أزمات الربو الحادة فاقمت إصابتها بمرض الغدة الدرقية حدتها، وزادها الروماتيزم القلبي تأزما، فالمعروف أن أزمات الربو تؤثر بشكل كبير على القلب، فماذا لو كان القلب عليلا مسبقا. حال خديجة ليس بأحسن من حال شقيقتيها نعيمة ودليلة المصابتان بمرض على مستوى الدماغ وهما في حاجة ملحة للخضوع بأسرع وقت ممكن لعملية جراحية. ------------------------------------------------------------------------ الفقر، المرض ورمضان ------------------------------------------------------------------------ الأوضاع الاجتماعية للعائلة جد مزرية بمنحة شهرية لعمي الطيب تقدر ب 7 آلاف دينار لا تسد ثمن علبتي دواء دفع به على طرق أبواب (الحوار) لتكون المنبر الذي ينقل صوته إلى السلطات المعنية من وزارة الصحة والتضامن الوطني لتمد له يد المساعدة لعلاج أبنائه ال 13 وتمكينه من توفير وجبات فطور رمضان صحية.