أحدثت نشرات الأحوال الجوية الأخيرة حالة من الخوف والذعر وسط العائلات الجزائرية، خاصة تلك التي تضم بين أفرادها مواليد جددا وأطفالا رضع وأشخاصا مسنين ومصابين بأمراض مزمنة، تحديدا التنفسية منها. فبدأت العائلات ميسورة الحال تفكر في اقتناء مكيفات الهواء، بينما ما بيد العائلات الفقيرة من حيلة سوى الضترع إلى الله بالدعاء ليخفف من شدة الحر وألا يتعرض المرضى للأذى. أفادت مصلحة الأرصاد الجوية في بياناتها الخاصة بتقديرات أحوال الطقس الخاصة بالأسبوع القادم باكتساح موجة حر شديدة معظم مناطق الوطن، وأنها ستستمر قرابة الأربعة أيام، ما خلق الرعب والقلق لدى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، خوفا من التعرض لتعقيدات صحية وعدم الحصول على الرعاة الطبية الضرورية في مصالح الاستعجالات التي تعرف اكتظاظا كبيرا في مثل هذه الحالات. مرضى الربو.. عدوهم الرطوبة أم الحر الشديد؟ أكد عدد لا بأس من الأشخاص المصابين بمرض الربو قلقهم حيال وضعية الطقس للأسبوع القادم، سيما أولئك المجبرين منهم على الخروج يوميا إلى العمل. إذ تقول الآنسة ''نبيلة'': ''أصبت بمرض الربو منذ 4 سنوات وتحديدا في فصل الصيف، فلقد كنت مدعوة إلى عرس احد الأقرباء وجلست أنا وعائلتي في طاولة بالقرب من مكيف الهواء، ولم نفتأ نغادر قاعة الحفلات حتى بدأت أشعر بضيق في التنفس، فتوجهت على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، حيث كشف لي الأطباء أنني أعاني من أزمة ربو حادة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من هذا المرض الذي يصنف ضمن قائمة الأمراض المزمنة لأنه غير قابل للشفاء، شأنه شأن السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرهما''. وواصلت محدثتنا تقول: ''أتعرض لنوبات ربو طيلة أيام السنة، إلا أنني لاحظت أنها تزداد في فصل الصيف أكثر من الشتاء، فكلما زادت درجات الحرارة في الارتفاع كلما تعرضت لصعوبة في التنفس ولا سيما إذا ما كانت نسبة الرطوبة مرتفعة أيضا. لكن ما باليد حيلة فلا أستطيع تجنب الوضع، فليس بإمكاني الجلوس في قاعة أو غرفة تم تشغيل بها مكيف الهواء أو المروحية تبعا لتعليمات الطبيب، كما أنه لا يمكنني عدم مغادرة المنزل في مثل هذه الأجواء فلا أستطيع التغيب عن عملي طيلة أيام الحر''. أما السيدة ''سكينة'' والدة الفتاة ''رانية''، فلا تجد هي الأخرى من طريقة أو حل لوقاية ابنتها من أزمات الربو، ''فالفتاة لا زالت صغيرة وتحاول أن تحيا حياة طبيعية مثل بقية إخوتها، فلا يمكن عدم اصطحابها إلى البحر رفقة إخوتها كما لا يمكن حرمانهم من ذلك بسببها، فاضطررنا إلى اقتناء جهاز المساعدة على التنفس ''أيروسول'' ننقله معنا أينما ذهبنا حتى نتمكن من إسعافها في حال إصابتها بنوبات ونحن نقضي العطلة الصيفية على شاطئ البحر بعيدا عن مصالح الاستعجالات''. وأضافت محدثتنا ''لسنا ندري بعد من هو العدو الحقيقي لمرضى الربو الرطوبة أم الحر الشديد، فيبقى التوجه إلى البحر ملاذنا الوحيد للتخفيف عن ابنتنا، مع مراقبة وضعها الصحي باستمرار''. خوف على المواليد الجدد ليس مرضى الربو أو المرضى المزمنون وحدهم المعنيين أو المعرضين للخطورة في حال ارتفاع درجات الحرارة، وإنما تجد الأمهات اللواتي وضعن حديثا أنفسهن متخوفات من إصابة مواليدهن الجدد بمكروه. فهذه الفئة التي لا تعرف التعبير عما يقلقها أو يؤلمها سوى بالبكاء، لا يمكن التفطن إلى ما إذا كان المولود يشعر بضيق في التنفس أو العطش أو غيرها، لذا ينصح أطباء الأطفال الأمهات بالمراقبة المستمرة لمواليدهن وإبقائهم في المنزل طيلة أيام الحر، في غرف ذات هواء منعش دون تعريضهم لمكيفات الهواء أو المروحيات، لأنها قد تتسبب في تعرضهم للإصابة بالربو. كما يوصي الأطباء أيضا بتقديم الماء بصفة مستمرة للمواليد الجدد في مثل هذه الأوقات حتى لا يصابوا بالجفاف. المكيفات للمقتدرين والمروحيات ل''الزوالية'' تخوفا من أن تلاقي نفس مصير السنوات الماضية من معاناة من الحر الشديد، وجدت بعض العائلات الجزائرية نفسها مضطرة للادخار لأشهر من أجل اقتناء مكيفات هواء وتركيبها استعدادا لاستقبال موجة الحر، بينما تستعين العائلات منخفضة الدخل في مجابهتها للحر الشديد بتشغيل المروحيات التي تفي بالغرض نوعا ما. فعلى حد تعبير ''مصطفى'' ''لا نجد من حل سوى التبرد بالمروحية فعلى الأقل تفيدنا في طرد البعوض، فلا نضطر إلى تحمل لسعاته فوق لسعات الحرارة''. من جهتها، تفضل والدته المصابة بالروماتيزم أن يستعمل ابنها المروحية على أن يقتني مكيف هواء، فكما قالت ''أنا لا احتمل البرودة وأفضل أن أتعرق على أن أعاني من آلام الروماتيزم التي تنخر عظامي.